هل تعز بحاجة لهذا التكتل الآن.. ولماذا؟!
علي عبدالملك الشيباني
علي عبدالملك الشيباني

مع مرور الايام ومظاهر الحياة العامة المرتبطة بها , غدا الامر بالنسبة لي اشبه بحقيقة لا جدال فيها , ذلك المتعلق بطابع ونمط العلاقات والهويات التي تسود المجتمعات المحلية الواقعة على حدود الدول المتجاورة , خاصة تلك المتباينة في انظمتها السياسية وانعكاساتها المباشرة على طبيعة حياتها الاجتماعية وانماط تفكير الناس والى الحد الذي يفقد هذه المجتمعات المحادة  هويتها الثقافية بحيث تبرزها  في حالة انفصام واضح واغتراب مع واقعها الحقيقي , نتيجة لغياب التطور الطبيعي المتلازم مع هذا الواقع ومخرجاته المفترضة.

اذا ما اسقطنا هذه النتيجة - في حال صحتها - على الحالة والجغرافية اليمنية ستبدو تعز والمناطق الوسطى اكثر المحافظات والمناطق الحدودية تعبيرا عنها.

كان حال محافظة تعز ابان سلطة الائمة مثلا يقترب في بعض مظاهر تخلفه من الواقع السائد في مناطق شمال الشمال وان كان اقل حدة في واقعه القبلي. احتلال عدن من قبل بريطانيا واقامة وتطور الحياة المدنية القائمة على تكون المصالح المتبادلة وبحكم موقع تعز وخاصة الحجرية القريب من عدن , اتاح لابناءها فرص التعليم والانتماء للمهنة ومنها الهجرة الى القارات الاخرى , على عكس حياة الشمال المتصفة بكل اشكال التخلف نتيجة لافتقارها للمنفذ الحضاري الذي حظيت بها تعز . وبرغم قيام النظام الجمهوري الا ان الفارق في مضمون الحياة المدنية العصرية ظل باديا بين جنوب اليمن وشماله على اكثر من صعيد.

مااريد الوصول له مما سبق , وانطلاقا من معطيات الحياة العامة في تعز والمناطق الوسطى , اننا صرنا وبحكم موقعنا كمن يفتقد للهوية الثقافية بمحدداتها وافاقها السائدة في المجتمعات المدنية , فلا اننا صرنا مجتمع محلي مدني بكل مايحمله هذا المصطلح من معنى باشكاله ومضامينه , ولا بقينا مجتمعا قبليا تحكمه علاقات " المحدعش " والتهجير وذبح الاثوار وكل مايرتبط بمظاهر وعلاقات المجتمع القبلي. ترانا نتزعم الاحزاب اليسارية والقومية وحتى الشيوعية , نتواجد في صف الجماعة الحوثية برغم سلاليتها ومذهبيتها , مع عفاش ومشروعه العائلي المفتقر لابسط المضامين الوطنية.كما نتبع الشيخ ورجل الدين المتطرف .

 من هذا المنطلق يمكن القول ان اعلان تشكيل التجمع المدني في محافظة تعز , وفي ظل هكذا ظروف , يعد تعبيرا صارخا عن غياب هذه الهوية التي قصدتها , ففي الوقت الذي تتعرض فيه المحافظة للحصار والتدمير ويطال ابناءها القتل اليومي والجوع والتهجير , وبدلا من ان يتحد الناس في اطار اولوية تحريرها من هذا الواقع المفروض عليها بالوانه ودوافعه المعروفه , نجد هناك من يسعى لتاءسيس مثل هذه الاشكال التي تفتقد في هذه الظروف لارضيتها المناسبة وحتى حاجة التفكير بها , بل قد تجدها احد نتاجات حالة الانقسام الواضحة احيانا بين المكونات السياسية في المحافظة.

فاءذا كان ولابد من الاهتمام بالاشكال المدنية فقد كان تفعيل وتنشيط اللقاء المشترك اولى بمثل هذه الماهتمامات الخارجة عن سياق الظرف الاستثنائي والخطير الذي لم يسبق للمحافظة ان مرت به من قبل.... كفى ياهؤلاء ابداء مثل هذه الشطحات المفتقرة للحد الادني من الاهمية.


في الأحد 25 ديسمبر-كانون الأول 2016 06:34:53 م

تجد هذا المقال في المركز اليمني للإعلام
http://www.yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.yemen-media.info/articles.php?id=466