الوحدة اليمنية... منجز الشعب الذي لابد أن يبقى
حميد الشابرة
حميد الشابرة
   

لاشك أن الوحدة اليمنية التي تحققت في 22 مايو 1990 مثلت مدلولات ومعان هامة في مفاهيم السباق مع الزمن لتحقيق تطلعات وآمال منشودة لأبناء الشعب اليمني ، و تجسيدا حيا لأهداف الثورتين المجيدتين 26 سبتمبر و 14 اكتوبر ، حيث كان من ضمن أهدافهما إعادة توحيد شطري الوطن.

 

لقد مثلت الوحدة اليمنية علامة فارقة في تاريخ وطننا، و المنطقة و العالم، و تعتبر اللبنة الأولى في طريق الوحدة العربية الشاملة، ففي حين كانت دول تتفكك ، و أنظمة دولية تنهار، كان لليمنيين جميعا دون إستثناء كلمة قوية و رسالة هامة بعثوا بها للعالم بتحقيق هذا المنجز التأريخي الذي يفخر به كل يمني حر شمالا و جنوبا، و شرقا و غربا.

 

ان إعادة تحقيق الوحدة حدث تاريخي عظيم و منجزاٍ عظيماٍ يعجز اللسان عن وصفه لأنها مزجت الأطراف اليمنية الواسعة مع بعضها وشكلت يمناٍ متألقاٍ في سماء الحضارة وبلداٍ متجدداٍ في ميادين الحياة اليومية وأعطت وزناٍ وثقلاٍ لليمن والمواطن اليمني إلا أن ما رافقها من سلبيات وتراكمات منذ حرب 94م استغلها أعداء اليمن لينثروا الفتن بين أبناء المجتمع الواحد سواءٍ من الذين يرفعون شعارات ضد مصالح الوطن لمصالح شخصية أو الذين يحاولون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ، و رغم كل هذا علينا أن ندرك حجم الأخطار و المؤامرات التي تستهدف وحدة الشعب اليمني، و الرغبة الجامحة لدى اعداء الوطن بتمزيق بلادنا و مجتمعنا مستخدمين في ذلك شعارات مناطقية تشطيرية مستغلين بعص الثلمات التي نالت من الوحدة بسبب فساد النافذين و تراكم الأخطاء التي حتما لا تعطي أحدا الحق بمعاداة الوحدة و اثارة النعرات المناطقية و الانفصالية، فالوحدة وجدت لتبقى فهي منجز شعب بأكمله، و كما نتمسك بالوحدة علينا أن نتمسك بقوة بالمطالبة بتصحيح الأخطاء و معالجتها، فالوحدة اليمنية عنوانها العدالة و المواطنة المتساوية و تكافؤ الفرص. .

و نحن نحتفل بالعيد 28 للوحدة، لابد لنا من الدعوة لوقفة صادقة مع الله و الوطن و الشعب، و لنتذكر تضحيات الثوار في سبيل رفعة الشعب التي لا تتأتى الا بالتماسك و التعاون و التوحد يدا واحدة في وجه كل الأخطار، و لأن هذا الشعب يستحق الأفضل علينا ان ندعو الى خلق ثقافة مجتمعية خالية من عقد الماضي و مصالح المنتفعين، و أن تعمل كل القيادات السياسية و الحزبية على إزالة اللبس الحاصل في ربط الفاسدين و مفاسدهم بالوحدة، و العمل على إعادة الحقوق و إنصاف المتضررين بما يعزز قيم الوحدة و الإخاء و المحبة و السلام، و لا نحمل الوحدة جرم و سوء السيئيين، حمى الله اليمن ارضا و انسانا و وحدة و نظاما جمهوري.


في الثلاثاء 22 مايو 2018 11:32:25 م

تجد هذا المقال في المركز اليمني للإعلام
http://www.yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.yemen-media.info/articles.php?id=525