د.أبوبكر باذيب : حان الوقت للحديث عن السلام في اليمن
الإثنين 07 أغسطس-آب 2017 الساعة 09 مساءً / المركز اليمني للإعلام – خاص
عدد القراءات (3597)

باذيب

قال الإعلامي والباحث الأكاديمي الدكتور أبوبكر باذيب أن تداخل الوضع السياسي بالمقاربات و بالمصالح السياسية أدى إلى تنامي تنظيم القاعدة في اليمن وان المنظمات والمؤسسات الدولية كانت قد لعبت أدواراً اقتصادية وسياسية مهمة لمصلحتها ومصلحة بلدانها فوزير الخارجية الأمريكية الحالي كان في الثمانينات رئيس اكبر شركة نفطية في اليمن.، وفي حوار خاص مع المركز اليمني للإعلام يتحدث الدكتور باذيب وهو زميل أكاديمية ناصر العسكرية بجمهورية مصر العربية عن الدور المصري في الأزمة اليمنية الراهنة وكيف يمكن لمصر أن تتبنى سياسات خارجية أكثر نشاطًا وتأثيرًا تجاه الصراع في اليمن في ضل المتغيرات التي طرأت على أطراف النزاع في اليمن،، فالى التفاصيل.

حاوره : علاء الدين الشلالي

*الدكتور أبوبكر باذيب زميل أكاديمية ناصر العسكرية ،برأيك هل حان الوقت لتوثيق الإحداث الراهنة التي تشهدها اليمن شمالا وجنوبا؟

حان الوقت ليدرك السياسيين أن اليمنيون وصلوا إلى وضع إنساني صعب جدا ، لذا لابد من ان يحكموا عقلهم ويعلو مصلحة البلد وان يصلوا إلى السلام ،ما بعد السلام من الطبيعي أن الأحداث توثق نفسها ، الدارسين الباحثين والإعلاميين هم يتحدثون عن معاناة الناس اليومية ويقومون بقراءة الأحداث خلال أيام الحرب ، وإذ كنت تقصد التوثيق العلمي الممنهج أنا في تقديري الشخصي أنه من الصعب أن تقوم بتوثيق وتقييم وتحليل هذه المرحلة في الوقت الحالي ما لم تكن هذه المرحلة انتهت في المجمل ،وبالتالي حان الوقت للحديث عن السلام ،أما توثيق الأحداث فمازال هذا الشيء مبكر

*كإعلامي وبحكم تواجدك في القاهرة ولقاءاتك بصناع القرار الإعلامي هناك ما هو تقييمك لتغطية وسائل الإعلام العربية والمصرية على وجه الخصوص للنزاع المسلح الحاصل في اليمن؟

فيما يتصل بتقييم تغطية وسائل الإعلام العربية والمصرية بشكل خاص لابد أن نعرف أن معظم وسائل الإعلام العربية الرسمية تقف مع الشرعية اليمنية باعتبار ذلك هو قاسم رئيسي ومشترك في إطار الاعتراف بالشرعيات الدولية الموجودة في العالم كله لذلك من الصعب أن يعترف الإعلام الرسمي للدول بالجماعات الفوضوية الخارجة عن إطار الدولة ،

والسؤال هنا يفرض نفسه هل اليمن تأخذ محل الصدارة في تغطية الأخبار في مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية بما فيها المصرية وأقول للأسف الشديد أن ما ينقل عن اليمن هي أخبار الحروب و القتل والدمار وتلك الأخبار تتفوق على تغطية أي جوانب ايجابية في اليمن

اليمن ،ومن خلال اطلاعي ومشاهداتي فإن وسائل الإعلام العربية والمصرية والدولية بشكل عام لا تنظر إلى اليمن إلا كمجتمع متخلف وجاهل تسوده القبيلة والحروب لذا نحن بحاجه إلى جهد كبير جدا فيما يتعلق بعكس صورة مختلفة عن اليمن حتى على مستوى الجاليات والنماذج اليمنية التي يمكن أن تكون الضوء في نهاية النفق

*لك دراسات سابقة عن ادوار العلاقات العامة للمؤسسات الدولية كيف تقيم الدور الذي تلعبه المنظمات الدولية العاملة في اليمن منذ بدء النزاع المسلح الذي تشهده البلاد؟

للأسف الشديد بالفعل في اليمن كانت وما تزال هناك منظمات دولية سياسية تتصل بمنظمات الأمم المتحدة وهناك منظمات إقليمية وأوروبية وأسيوية وأمريكية وهناك منظمات عبر الشركات العابرة للقارات ،وهذه الشركات أثبتت الأيام أنها لعبت ادوار سياسية مهمة في اليمن ،فوزير الخارجية الأمريكية الحالي كان في الثمانينات رئيس اكبر شركة نفطية في اليمن ،وبالتالي هناك تداخل في ادوار العلاقات السياسية والعامة في المؤسسات الدولية وهي لعبت في وقت مبكر تدخلات في اليمن كما ذكرت انفا ،وساهمت بشكل أو بأخر ليس في إذكاء النزاع المسلح لان من أشغل فتيل النزاع هي الأطراف اليمنية بسبب الانتقام طرف سياسي أو قبلي ضد أخر ،كمان ان النزاع الحالي سببه العصابات التي لم تعرف معنى الدولة وعدم الإحساس بالمسؤولية ووصلتنا إلى ما وصلنا إليه اليوم ،أما الشركات والمؤسسات الدولية فبلا شك أنها لعبت أدوار سياسية واقتصادية مهمة ليس في اليمن فقط بل في بعض دول العالم الثالث والدول التي تفقد سيادتها على أرضها، وكانت تلك المنظمات والمؤسسات والشركات الدولية العاملة في اليمن وما تزال تبحث عن مصلحتها ومصلحة دولها فلأضير في ذلك الضير في اليمنيين الذين لم يعرفوا مصالحهم.

*قلت في دراسة أخيرة لك أن الصراع في اليمن يؤثر على الأمن القومي المصري، كيف يكون ذلك التأثير ؟

أنا حاولت أن أقدم مقاربة حول تنشيط السياسية الخارجية المصرية تجاع الصراع في اليمن ،بحكم أن مصر دولة كبيره ومركزية ترعى اليمن منذ عقود طويله منذ ثورة اليمن الأم في سبتمبر ،ومنذ دعمها آلاف المدرسين الذين كانوا في اليمن وآلاف اليمنيين الذين درسوا في مصرفي مختلف التخصصات العلمية وعادوا إلى اليمن لخدمتها ،كما أن مصر الحبيبة تحتضن آلاف المقيمين اليمنيين فيها، وكل هذه الأمور بالضرورة تجعل اتصال الأمن القومي المصري باليمن هو اتصال جغرافي واتصال جيو استراتيجي واعني بالجيواستراتيجي تأثير الجغرافيا على السياسية بشكل مباشر فاليمن هي البوابة الجنوبية للبحر الأحمر ومصر هي البوابه الشمالية ويقال أن مالا يقل عن 16% من حجم التجارة العالمية يسير في هذه المنطقة،كما لاننسى أن أي فوضى مسلحة في مضيق باب المندب الذي يعتبر ممر ملاحي دولي سيؤثر بطبيعة الحال على الاقتصاد المصري ، وبالتالي التهديد الأول الذي يؤثر فيه الصراع اليمني على مصر هو التهديد الملاحي في مضيق باب المندب والبحر الأحمر وبالتالي على قناة السويس والملاحة في المحيط الهندي وبحر العرب .

* برأيك إلى أي مدى يمكن لمصر أن تتبنى سياسات خارجية أكثر نشاطًا وتأثيرًا تجاه الصراع في اليمن في ضل المتغيرات التي طرأت على أطراف النزاع في اليمن ؟ 

مصر دولة كبيرة وهي دولة مركزيه في المنطقة وهي الدولة الأكثر تأثيرا بشكل عام علاقاتها الدولية قوية وحضورها العربي كبير وخبراتها السابقة مهمة ، وعلاقتها بكافة المكونات والقوى اليمنية ممتازة ، كل ذلك يؤهلها للعب دور مختلف بشكل كبير في اليمن ، لكن هناك محددات تجعل ذلك صعبا في الوقت الحالي بسبب جهود مصر الكبيرة تجاه محاربة الإرهاب والأوضاع الاقتصادية ورغم ذلك مصر حريصة أن تكون اكبر داعم لأي تسوية سياسية في اليمن وهي قادرة على ذلك وقي تقديري الشخصي أينما وجدت مصلحة مباشرة للشعب اليمني فإن مصر ستقوم بتعزيز وتقوية هذا الدور وقد قامت به سابقا وتقوم به حاليا إما بشكل معلن أو غير معلن

* في دراسة علمية لك دعوت لتقديم تسهيلات خاصة للرعايا اليمنيين في مصر ؟ كيف يمكن ان ينعكس ذلك في تدعيم العلاقات اليمنية المصرية في المستقبل المنظور؟

مصر من أكثر الدول التي كانت وما تزال تقدم تسهيلات لليمنيين ،قبل مارس2015كان اليمنيين يدخلون مصر دون تأشيرة ونظرا للأوضاع الاستثنائية التي استجدت في اليمن حصل نوع من التضييق على دخول الرعايا اليمنيين وعندما استقرت بعض الأمور السياسية قدمت مصر مجموعه كبيرة من التسهيلات لمعظم شرائح المجتمع اليمني فأي مريض يمتلك تقرير طبي باستطاعته دخول مصر بكل سهولة كذلك الطلاب الذين يمتلكون أوراق قبول كما أن الشريحة العمرية دون 18سنه وفوق 45سنه،كذلك اليمنيين المقيمين في دول الخليج و أوروبا  بإمكانهم دخول مصر دون تأشيره ، وهناك مجموعه كبيره من التسهيلات التي يتم مناقشتها في الوقت الحالي مع الجانب المصري ومنها ان الشريحة العمرية ليسمحوا بدخولها دون تأشيره تصبح مادون العشرين الداعم جدا لليمنيين وظروفهم الاستثنائية بشكل كبير لأنهم يدرك أن اليمنيين يهمهم استقرار مصركما يهمهم استقرار اليمن ، واليمني بطبيعته عاشق لمصر ومحب لها اليوم يقيم في مصر عشرات الآلاف من اليمنيين ،مصر بلد جميل وأهله عشريين تستطيع ان تحتك بالمجتمع المصري دون تمييز اليمني يشعر بتلقائية في العيش بمصر وهذا بطبيعة الحال يعمق العلاقات اليمنية المصرية وهنا انتهز الفرصة لأقدم الشكر لمصر شعب وحكومة ورئيس على التسهيلات التي تقدم لليمنيين .

* ما هو تقييمك للجهود التي تبذل لمكافحة الإرهاب ومحاربة تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن خلال هذه الأزمة ؟

بطبيعة الحال هناك تحالف دولي كبير لأكثر من 40دولة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق تحارب داعش والقاعدة هناك وقد حقق ذلك التحالف نجاحات في جوانب ولم يحقق أي شيء في جوانب أخرى ،وكانت الدولة اليمنية في إطار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب تسعى لمحاربة القاعدة وداعش ،إلا أن تداخل الوضع السياسي بالمقاربات السياسية و بالمصالح السياسية أدى إلى تنامي القاعدة وفي تقديري أن سقوط الدولة في يد الحوثيين في سبتمبر 2014 ساهم بشكل كبير في حضور وتنامي هذه الجماعات في مناطق مختلفة من اليمن وقد تزايد نشاط تنظيم القاعدة في اليمن، وهو ما شكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي. كما أن استمرار العمليات ضد جماعة الحوثي دون استهداف مباشر لتنظيم القاعدة سوف يمنح تنظم القاعدة وداعش فرصة لتوسيع نطاق انتشار عملياتهم الإرهابية في اليمن وبالتالي فان المصلحة الاولى للجماعات الإرهابية في اليمن هو المساهمة في إسقاط الدولة لذا لابد أن لا يمتلك أي طرف السلاح سوا الدولة

* نظراً للأهمية الإستراتيجية التي يتمتع بها "مضيق باب المندب" قديماً وحالياً برأيك هل ما تزال هناك مطمع لدول معينة في السيطرة عليه؟

باب المندب يعتبر من أهم الممرات الدولية التي تمر بها التجارة العالمية والتي تنتقل عبرها كل الملاحة الدولية من سلاح ومود غذائية وناقلات نفط وهذا الشيء شكل مطمع وتأثير للقوى الإقليمية والدولية على اليمن وهذا طبيعي أن يحدث وكيف يمكن لليمنيين أن يبحثوا عن مصلحتهم بعيدا عن هذه المطامع واستغلال المطامع فيما يتعلق بمصلحتهم هنا هذا السؤال

* كلمة أخيرة

أرجوا ان ينعم الله بالسلام على اليمن ورسالتي لكل فرفاء الحرب في اليمن يجب أن نصل إلى السلام ونتجاوز خلافاتنا ولابد ان ننظر إلي اليمن التي أصبحت فيه الأوضاع الإنسانية ترهق عاتقه وتقتل أي أفق للتفاؤل في المستقبل.

 
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
يحيى مهدي : "الأكابيلا" فن جديد أدخلته في اليمن
الشيخ يحيى الحليلي : اتمنى أن يكون في اليمن مليون حافظ للقرآن الكريم (حوار)
الغربي عمران: المشهد الثقافي في اليمن في حالة موت
د.حسين لقور بن عيدان: الصراع في اليمن تجاوز مخرجات مؤتمر الحوار
الفنان قاسم المريسي: نغني ليعم السلام ارض الوطن