نداء للمنظمات الانسانية لإنقاذهم .. نازحون يمنيون يفترشون العراء ويلتحفون السماء في أبين دون مأكل أو مشرب
الأحد 10 يونيو-حزيران 2018 الساعة 10 مساءً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (3150)
 

تعيش مئات الأسر التي أجبرتها ظروف الحرب للنزوح من منازلها في مناطق المواجهات بعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الانقلاب الحوثية في وضع مأساوي بمحافظة أبين .

فقد غادر النازحون منازلهم وقراهم متجهين الى المجهول في ظروف قاهرة ومؤلمة بعد أن دفعتهم الحرب الى ترك منازلهم في تعز والحديدة والبيضاء للنجاة بٱنفسهم وأطفالهم فكانت وجهتهم محافظة أبين.

مراسل (نيوز يمن ) زار عدد من تلك الأسر واطلع علی حجم المعاناة التي تكابدها وهي تفترش العراء وتلتحف السماء دون اي مصادر للعيش الكريم ودون ان تلتفت لهم حكومة ابشرعية او المنظمات الانسانية .

فلم تجد اغلب الأسر النازحة أي ماوی فلجأت لتكوين عشش مصنوعه من اوراق اشجار الموز القابل للاشتعال السريع بينما تفترش بقية الأسر العراء وتبيت تحت أشجار الموز وهم عرضة للأجواء المناخية المتقلبة فضلا عن نقص في المواد الغدائية والايوائية .

وتبدو قصص النزوح وأخبار التشرد اصبحت اعتيادية في بلد غادرته بقايا الحكمة والإيمان منذ زمن وهي تعبير حقيقي عن سوء الحال الذي وصلت الية الاوضاع في البلد الذي كان يسمى الى وقت قريب (اليمن السعيد).

ومع دخول الحرب عامها الرابع يأمل النازحون والمشردون من ديارهم أن يلتفت اطراف الصراع في اليمن لمعاناتهم ووضع حد لمآساتهم التي طال امدها تفاديا للمزيد من التدهور في الاوضاع الانسانية الصعبة التي يعيشها الملايين من ابناء الشعب اليمني مادفع المنظمات الدولية لتصنيف الكارثة الانسانية في اليمن بانها الأسوأ عالميا .

وبحسب تقارير الأمم المتحدة فان ثلاثة ملايين يمني اضطروا للنزوح من منازلهم في مناطق المواجهات بينما بلغ عدد اليمنيين الذي يحتاجون لمساعدات انسانية منقذة للحياة في 2018 م نحو 22 مليون شخص منهم ثمانية ملايين يعيشون في سوء تغذية حاد ولايمتلكون لقمة عيشهم ومهددون بالموت جوعا.

وقد التقی مراسل ( نيوز يمن) ببعض النازحين في محافظة أبين لتسليط الضوء علی حجم معاناتهم ومآساتهم.
فتقول سلامة علي بجاش نازحة من تعز : "معاناتنا اكبر من ان توصف وتزداد يوما بعد يوم ونحن في وضع مآساوي مشردين دون مأوی أو مأكل أو مشرب ".
وتضيف" نحن واسرنا لانملك اي شي ونأمل ان تلفت إلی مآساتنا المنظمات الإنسانية وتسارع بمساعدتنا باي شي لوجه الله حتى الطعام والماء لايوجد لدينا مانكله وحالتنا حاله كما تروها".

يوسف خالد النازح من مديرية موزع بتعز قال بدوره " اوضاعنا كما تشاهدونها صعبة جدا وتفتك بنا الفقر والمجاعة والأمراض ولم نجد اي شي من منظمات لاغداء و لادواء ولا اي شي ".
ويتابع قائلا" هذا الوضع الماساوي الذي نعيشه بعد ان شردنا من بيوتنا وحرمنا من الحياة الكريمة ولم يلتفت لنا أحد لا مسؤولي الشرعية الذين يعيشون هم واسرهم في عيش رغيد في فنادق بالخارج ولا منظمات انسانية محلية او إقليمية أو دولية ".

مصطفى احمد ابراهيم نازح من المخا يقول من جانبه " لايوجد لدينا اي شي تركنا ديارنا وتركنا كل شي ونزحنا بانفسنا واطفالنا الى هذا المكان وكما تشاهدون لايوجد معنا اي شي يبقينا علی قيد الحياة واصبحنا واسرنا واكفالنا مهددون بالموت جوعا ".

بدورها قالت النازحة فتحية علي سيف التي نزحت من منطقة البرح " حالتنا تصعب حتی علی الكافر كما تشاهدونها لافرشان ولااواني الطبخ ولاطعام ولاشي".

وتردف قائلة" انا جالسة عند اسرة نازحه ولايوجد لدي مكان اعيش فيه انا واطفالي الصغار ونحتاج أشياء اساسية وهي السكن والاكل والشرب والملبس".

وبعد اهمال الجهات الحكومية المعنية والمنظمات الدولية في اغاثة النازحين في محافظة ابين حاول ناشطون تبني مبادرات لايصال مآساتهم للمنظمات الدولية .

وفي هذا الصدد يقول عضو سابق بمبادرة "أنا أنسان" الناشط المجتمعي بمحافظة أبين محمد العاقل ل" نيوز يمن ": في الحقيقة معاناة النازحين من الشمال هي مأساة إنسانية بكل ماتعنية هذه الكلمة فحالتهم صعبة ووضعهم مزري للغاية يعانون من نقص حاد في كل شي خاصة الغداء والماء وهناك معاقون وايتام تعيلهم أمهاتم وابائهم متوفين وهناك اسر تعاني من الامراض ولايوجد معها مصاريف للعلاج وصور المعاناة كثيرة لهؤلاء النازحين والمشردين" .
ويضيف العاقل "ونحن استشعرنا مبكرا معاناة النازحين وحاولنا جاهدا مساعدتهم وايصال صوتهم ورسائلهم للمعنين بإطلاقة مبادرة ( أنا إنسان ) وذلك للفت انظار الجهات والمختصة والمنظمان الداعمه واهل الخير الى معاناة النازحين والمشردين خاصة مع تزايد اعدادهم في ضوء استمرار توافد النازحين الى محافظة أبين" .

وناشد العاقل المنظمات الانسانية والجهات الحكومية وفاعلي الخير سرعة تقديم يد العون لهؤلاء النازحين الذين شردتهم الحروب من ديارهم وانشاء مخيم للنازحين وتزويدهم بكل الاحتياجات الإغاثثة والانسانية .


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
Yemen - Humanitarian Imports Overview, April 2018
شهر رمضان.. روحانية وذكريات يشتاقها المغترب اليمني
د. هشام أحمد فرارجة: سبعون عاما على النكبةْ أحلك اللحظات وأفضل الفرص
الجنوب بعد صالح ؟
اليمن سوق مزدهر لتجارة الاجهزة اللوحية والذكية في زمن الحرب