كوريا الجنوبية : منظمة العفو الدولية تسلط الضوء على الوضع الكارثي للاجئين اليمنيين في جزيرة جيجو
السبت 08 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 03 مساءً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (909)

سلطت منظمة العفو الدولية، الضوء على الوضع المأساوي للاجئين اليمنيين في كوريا الجنوبية.

وقالت المنظمة في بيان نشر على موقعها الالكتروني، "في كل عام، يسافر ملايين الأشخاص إلى جزيرة جيجو الجميلة، وهي بقعة سياحية شهيرة قبالة الساحل الجنوبي لكوريا الجنوبية. كان من بين زوار هذا العام مئات الأشخاص من اليمن، بما في ذلك بعض الأطفال".
 
وأضافت، لكن هؤلاء اليمنيين كانوا على خلاف معظم الذين وصلوا إلى هذه الجزيرة الخلابة، لأنهم أتوا بحثاً عن ملاذ بدلاً عن أشعة الشمس.
 
بالنسبة لهم، كانت جزيرة جيجو مأوى من الحرب الموجودة في اليمن، والتي شهدت مقتل وجرح أكثر من 16,000 مدني وجعلت 2 مليون شخص يفرون من منازلهم، و أطرت 3.4 مليون طفل للخروج من المدرسة وجعلت 22.2 مليون شخص )أي ما يعادل 75% من السكان( في حاجة إلى المساعدات الإنسانية لإنقاذ حياتهم.
 
في الفترة ما بين يناير ومايو 2018، وصل حوالي 550 يمنياً يبحثون عن الأمان إلى جزيرة جيجو عبر ماليزيا، التي لا تملك قوانين لتنظيم اللاجئين، على عكس كوريا الجنوبية. قد يتعرض طالبوا اللجوء في ماليزيا للاحتجاز والمحاكمة والجلد والترحيل كنتيجة لطلبهم. وصل اليمنيون إلى كوريا الجنوبية مستفيدين من الدخول لمدة 30 يومًا بدون تأشيرة بهدف جذب السياح. بمجرد وصولهم إلى الأراضي الكورية، سعوا للحصول على تأشيرات مؤقتة أثناء انتظار البت في طلبات اللجوء الخاصة بهم.
 
وتقول المنظمة إن اليمنيين منذ وصولهم واجهوا العداء في الغالب أكثر من كرم الضيافة. في يوليو 2018، وقع أكثر من 714,000 شخص في كوريا الجنوبية على عريضة تحث الرئيس مون جاي على رفض طلبات اليمنيين للجوء، زاعمين أنهم "لاجئون مزيفون" يسعون فقط للاستفادة من الإستقرار الإقتصادي لكوريا الجنوبية. هذه هي أكبر عريضة تلقاها الرئيس منذ توليه منصبه في عام 2017.
 
بعد وصولهم، انتشرت في وسائل التواصل الإجتماعي في كوريا الجنوبية سلسلة من المزاعم التي لا أساس لها والتي تقول إن العديد من النساء في جزيرة جيجو قتلوا على يد اليمنيين. على هذه الخلفية، تم تنظيم الإحتياجات في جزيرة جيجو وسيول. وكان من بين المحتجين بعض منظمات حقوق المرأة، محذرة من أن التدفق السريع للرعايا الأجانب ذوي الخلفيات الثقافية المختلفة من شأنه أن يضر بالسلامة العامة.
 
كوريا الجنوبية ليست وجهة مشتركة لطالبي اللجوء. وعلى الرغم من توقيع كوريا الجنوبية على اتفاقية اللاجئين، إلا أنها لا تقبل سوى عدد قليل من الأشخاص الذين يطلبون اللجوء سنويا، إما من خلال الإعتراف بهم كلاجئين أو من خلال منحهم الإذن بالبقاء لأسباب إنسانية.
 
وفقاً لمنظمة " NANCEN" ، وهي منظمة كورية جنوبية غير حكومية، فقد قبلت كوريا الجنوبية 1.5% من طلبات اللجوء والتي وصلت 10,000 طلب في عام 2017. وقد يكون هذا الإفتقار إلى الإلمام بالترحيب باللاجئين، هو جزء من سبب قلق الكثيرين من قبول هؤلاء اليمنيين الـ550 .
 
كارثة من صنع الإنسان
 
التهديدات التي تجبر هؤلاء الناس على الفرار من ديارهم حقيقية ومتواصلة. إن الملايين من المدنيين اليمنيين يقعون في وسط "كارثة من صنع الإنسان بالكامل" تزداد هذه الكارثة سوءًا بسبب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
 
تقوم أطراف النزاع بشكل منتظم بتقييد وصول المساعدات ومهاجمة أو تدمير البنية التحتية المدنية بشكل متكرر، بما في ذلك المدارس والمستشفيات. قام التحالف بقيادة السعودية بعشرات الغارات الجوية العشوائية على المدنيين والبنية التحتية المدنية، وضرب المنازل والمدارس والأسواق وحفلات الزفاف والمستشفيات والمساجد. ومن المرجح أن يصل عدد من هذه الهجمات إلى مرتبة "جرائم حرب".
 
وفي رد على احتجاج الجمهور، أعلن وزير العدل في كوريا الجنوبية في 1 أغسطس / آب أن الحكومة سوف تقصر فترة فرز طلبات اللجوء هذه إلى إكمال الفحص الأولي بحلول نهاية سبتمبر / أيلول. وأكد أيضا على أن الحكومة ستطبق إدارة قوية ومراقبة لطالبي اللجوء من أجل سلامة سكان جزيرة جيجو.
 
هناك حاجة إلى معالجة فورية لمطالبات اللاجئين، ولكن يجب أن تكون الإجراءات عادلة وأن تضمن للأفراد الحق في استئناف تقييمهم بمساعدة التمثيل القانوني. الحكومة ملزمة بإعطاء المراجعة التي تتطلبها كل حالة، دون الإسراع في العملية بسبب الضغط العام.
 
أظهروا الإنسانية
 
إن الترحيب بالأشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم لا يتعلق بتوفير الأعمال الخيرية لغير المواطنين. إنها تتعلق بالوفاء بمسؤولياتنا تجاه إخواننا من بني البشر. يجب على قادة كوريا الجنوبية، وكذلك شعبها، أن يفكروا في نوع المجتمع الذي نريد جميعًا أن نخلقه لأنفسنا وأطفالنا للعيش فيه. ولدينا جميعًا مصلحة في جعل العالم مكانًا أكثر أمانًا، ويشمل ذلك استضافة أشخاص لا يمكنهم الذهاب ومنحهم مكانًا يمكنهم فيه أن يكونوا في مأمن من الخطر.
 
مطلوب من الرئيس مون الآن الرد على العريضة التي تطالبه برفض طلبات اللجوء اليمنية. كمرشح رئاسي في عام 2017، أبدى مون استعداده للالتزام باتفاقية اللاجئين ومنح الحماية للمحتاجين. والآن حان الوقت لإظهار القيادة والوفاء بهذا الوعد من خلال الالتزام بمعالجة طلبات اللجوء بصورة عادلة وسريعة ومنح الحماية لأولئك الذين يعتبرون لاجئين.

 

*نقلاً عن الموقع بوست


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
نهب منظم للحقول في بترومسيلة.. وتحذير من إنهيار كارثي للقطاع النفطي في اليمن بينما حكومة "هادي" لا تكترث للإنهيار الاقتصادي
Powerful cyclone lashes Oman and Yemen; 5 dead, 30 missing
Report exposes UK role in Saudi Arabia’s war on Yemen
النازحون من الحديدة .. فرار من لهب الحرب إلى مقابر عدن
«قوائم الإرهاب».. خطوة قد تهدد بخلط الأوراق واستفحال الفوضى في اليمن