تقرير: عدن إلى أين؟! بعد 4 سنوات من الجرائم المرعبة والانفلات الأمني
الأحد 09 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 02 مساءً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (853)

تقرير: محمد فهد الجنيدي

باتت مدينة عدن جنوبي اليمن ساحة صراع لأجندة سياسية مختلفة الولاءات، ما أغرقها في أتون الفوضى العارمة نتيجة عدم سعي الأجهزة الأمنية لإستتاب الأمن وتركيزها على عداء لأطراف أخرى... لاتزال المدينة تعاني من الصراع القائم الذي لا أفق يلوح بإنتهائه وسط غضب شعبي عارم يسود العدنيين.

وتصدم مدينة “عدن”، فاجعة تلو أخرى للسنة الرابعة على التوالي وسط غموض شديد من قبل الأجهزة الأمنية وغيابها عن المشهد وعدم توضيح الوقائع التي تُرتكب للرأي العام.

ويجمع مراقبون بأن غياب هيبة الدولة وعدم توحيد الأجهزة الأمنية سببا رئيسيا لما يجري من عبث فاق التوقعات في عدن.

على الرغم من أن التحالف العربي شكل قوات اطلق عليها الحزام الأمني في مارس/آذار 2016 لكن ومنذُ ذلك الحين لم يستتب الأمن حتى اليوم، وبات الخارجون عن النظام والقانون يسرحون ويمرحون دون رادع لهم ولا عقاب.

جرائم بلا عقاب

ليل الجمعة 7 سبتمبر أعلنت أسرة طفل بكريتر يدعى قصي جاحب (سنة وثمانية أشهر) عن فقدانه قبل أن تلقى الأسر طفلها ميتاً فجر السبت في سطح العمارة التي يقطنها مع أسرته في حي السكنية.

ووفقا لنائب مدير شرطة كريتر سهيل اسكندر، فقد تم ضبط اثنين من أقاربه أعترفا بتورطهما في اختفائه والاعتراف بمكان تواجده.

وقال اسكندر أن الأسباب الرئيسية للواقعة تأتي إثر وجود خلافات أسرية بين المتهمين ووالدة الطفل الضحية، وهو ما دفعهما إلى ارتكاب جريمتهما تلك.

وفي اغسطس الماضي عثرت أسرة الطفل معتز ماجد عبدالله (3 اعوام) على جثة طفلها هامدة عقب أيام من اختفاءه في إحدى السيارات المهترئة والمتوقفة بمنصورة عدن.

وأثارت تلك الجريمة حالة استياء وغضب واسع في عدن، فيما مرت هذه الحوادث بسلام دون أن تحرك الأجهزة الأمنية ساكنًا، مادفع إلى أنتشار هكذا جرائم فظيعة.

سياسي : غياب الدولة وفر غطاء للإجرام

يقول المحلل السياسي عباس الضالعي ، أن الجريمة في عدن انتعشت في الفترة الأخيرة ووصلت لدرجة لم تعهدها عدن واليمن من قبل واخرها جريمة اختطاف وقتل الطفل قصي، موضحاً، أنها تضاف لعدد من الجرائم السابقة التي لم تعرفها عدن من قبل وتقيد الجرائم ضد مجهول رغم ان مصادر الجريمة معروفة لكن غياب الدولة وفر غطاء للمجرمين للنشاط دون خوف من العقاب.

وأشار الضالعي أن غياب الدولة واجهزتها الرسمية الامنية والشرطية والعدلية انعش سوق الجريمة بالتزامن مع تضارب وتداخل التشكيلات المسلحة التي تعمل تحت عنوان توفير الأمن.

واضاف بالقول: التحالف يتحمل المسؤلية بالدرجة الاولى لانه من سمح بغياب اجهزة الدولة الرسمية وهو من يغذي الانقسام والفوضى وتداخل اداء التشكيلات المسلحة وبعضها يعمل خارج نطاق مؤسسات الدولة وهذا هو الخلل الرئيسي الذي تعاني منه عدن والمحافظات الأخرى الواقعة تحت سلطة حكومة هادي..

واستطرد قائلاً: عدن التي كانت مثلا يقتدى به في التعايش والتسامح وملجأ النخب الثقافية والادبية والعلمية وكانت مصدر اشعاع والهام لحركات التحرر الوطني اليمني اصبحت اليوم بيئة طاردة حتى لابنائها وتسعى بعض الاطراف لتحويلها لخرابة وقد تحقق هذا بالفعل.

العيسائي: عدن تنزف

ويرى الصحفي فضل العيسائي، بأن عدن وصلت إلى مرحلة حرب أوروبا الأهلية والعالمية التي راح ضحيتها ملايين، موضحاً، أن عدن تبقى في خير وبظل أللا دولة وحرب أيضاً بلاد بدون منافذ وتدمرها الأزمات جراء الأحداث.

واضاف العيسائي بالقول: حينما نقرأ أوضاع عدن بمعيار الايجاب والسلبي سنَجد أن الايجابي تجاوز السلب سواءً أمنياً أو اجتماعياً حيث وأن عدن أثبتت اجتماعياً تماسكاً قوياً وساعدت الأعراف والعادات والتقاليد، يحدث هناك خللاً أمنياً وغالباً ما نكتشف وراءه خلافات شخصية وهذه تحدث في كل العالم ، وفي حال مقارنة عدن مع الآخرين الذين تعرضوا إلى حروب سنَجد أننا بخير ولا مقارنة.

وأعتبر العيسائي عدن تعيش على أمل جميل ، مشيرًا إلى أنه يُفترض أن نكون جزءً من الحلول وليس جزء من أدوات الهدم والقراءة الغير صحيّة.

الأحمدي: عدن مهددة في ظل بقاء الوضع على ماهو عليه

قال الصحفي رياض الأحمدي، انه وللأسف الشديد؛ كنا نتمنى أن نرى عدن انموذجاً ناجحاً تقتدي به بقية المحافظات اليمنية، لكن يجب الإقرار أولاً، أن الحالة الأمنية هي إحدى نتائج الحرب وما خلفته من فوضى ناتجة عن انهيار المنظومة الأمنية وحتى الخدمية الحكومية ونشوء مجموعات مسلحة،.

واضاف الأحمدي بالقول: أعتقد أنها ليست تحدياً كبيراً إذا ما توفرت إرادة من الثلاثة الأطراف التي لها يد بالقرار في عدن، وأعني التحالف وحكومة "عدن" والمجلس الانتقالي الجنوبي.

ولفت الأحمدي إلى انه يجب على الحكومة أن لا تواصل إنكار وجود أطراف قوية في عدن ويجب الاعتراف بها، وهي الانتقالي والتشكيلات المؤيدة له تحديداً، وفي المقابل فإن على الانتقالي أن يدرك أن أمن واستقرار عدن هو ضامن لأي مشروع سواء كان في ظل دولة اتحادية كما تقول حكومة هادي ،أو دولة جنوبية كما يقول الانتقالي وآخر من يقفون بطريق تحقيق مطالبه اليوم هو من في الشمال، والمسؤولية تقع على الجميع، أما التحالف فالمطلوب منه أكثر من أي وقتٍ مضى، أن يدرك أن الفشل في عدن وغيرها تقع مسؤوليته عليه، وهو الطرف القادر على أن يجمع مختلف الأطراف في الشرعية والانتقالي وغيرهما إلى نقاط التقاء.

وأكد أن عدن مهددة في ظل بقاء هكذا وضع، ومع التسليم بأن المحافظات الأخرى ليست أفضل حالاً بكثير، إلا أن عدن، يجب أن تكون القدوة بين المدن، وإذا ما غاب التوافق بين الأطراف الفاعلة على خطة أمنية تحفظ الأمن في المدينة وتبقي الخلاف في الإطار السياسي فقط، يظل الوضع معقداً بالتأكيد.

وتابع الأحمدي: بعض الجرائم ذات الطابع الجنائي ، تتطلب أيضاً مسؤولية اجتماعية، بأن يعمل الناس على الإبلاغ عن أي عصابات مسؤولة عن قتل أطفال أو ما شابه، وهنا تصبح المسؤولية كاملة على الأمن.

حلول مطلوبة

واقترح السياسي عباس الضالعي الحل الوحيد لوقف هذا التدهور واستعادة عدن لمكانتها هو توقف التحالف عن التدخل بإدارة عدن وعودة الدولة واجهزتها ومؤسساتها واجراء تغييرات جذرية للطواقم القيادية في المؤسسة الامنية والاستخبارية بالاعتماد على الكفاءات والخبرات الوطنية المشهود لها بالنزاهة والتي تعمل بعيدا عن اي انتماء سياسي او مناطقي وليس لها ارتباطات بالخارج .

وقال: إن مايحدث في عدن يحزن كل يمني ولن تعود عدن كما كانت الا بإستبعاد بؤر التوتر والفوضى ونافخي روح المناطقية واستحضار الصراعات تحت مسميات مختلفة، لافتاً إلى أن عودة مؤسسات الدولة هي الخطوة الاولى وانهاء التداخل في العمل الامني المدعوم من التحالف وتغييرات شاملة لقيادات العمل الامني في الصف الاول والثاني والمستويات التنفيذية ، بدون ذلك فعدن ستذهب للفوضى اكثر وقد تتطور الجريمة الى عمل مؤسسي ممنهج.

ويلفت الصحفي رياض الأحمدي أنه بدون التوصل إلى خطة لتوحيد عمل مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية وحصر السلاح والعمل الأمني بإدارتها فإن عدن ستكون مهددة بما هو أسوأ.

 

*نقلاً عن صحيفة "عدن الغد"


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
كوريا الجنوبية : منظمة العفو الدولية تسلط الضوء على الوضع الكارثي للاجئين اليمنيين في جزيرة جيجو
نهب منظم للحقول في بترومسيلة.. وتحذير من إنهيار كارثي للقطاع النفطي في اليمن بينما حكومة "هادي" لا تكترث للإنهيار الاقتصادي
Powerful cyclone lashes Oman and Yemen; 5 dead, 30 missing
Report exposes UK role in Saudi Arabia’s war on Yemen
النازحون من الحديدة .. فرار من لهب الحرب إلى مقابر عدن