اتهمت وزارة النفط والمعادن في حكومة "الإنقاذ" بصنعاء، يوم الأربعاء، قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بإجبار ثلاث سفن نفطية على مغادرة ميناء الحديدة الذي يعد الشريان الرئيسي لإمداد ملايين اليمنيين بالغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية.

وقالت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التي تديرها حكومة الانقاذ بصنعاء، إن التحالف أجبر السفينة Distya Pushti والسفينة Sincero والسفينة Cleared على مغادرة ميناء الحديدة واحتجازها في جيبوتي في سياق تصعيده الحاصل في الحديدة وإصراره على تدمير الميناء الشريان الحيوي الأهم للشعب اليمني، حد قولها.

وأشارت إلى أن هذه السفن تحمل تصاريح من الأمم المتحدة صدرت منذ عشرة أيام وسبق للتحالف أن احتجزها ثم سمح لها بدخول الميناء قبل أسبوع تقريباً، وعاود إرغامها على مغادرة الميناء في الوقت الذي يزور ميناء الحديدة المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن.

وجددت وزارة النفط في صنعاء اتهامها لما أسمته بـ"تحالف العدوان السعودي" باستمراره في ممارساته التعسفية واللإنسانية ضد الشعب اليمني على مدار الساعة في الوقت الذي تتواصل دعوات السلام الدولية وفي مقدمتها دعوة الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن التي أكدت ضرورة تحييد ميناء الحديدة لضمان استمرار تدفق السلع والإمدادات الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية.

وأضاف البيان: "على الرغم من التحذيرات من مجاعة غير مسبوقة، يمارس تحالف العدوان وبشكل سافر حربه على الشعب اليمني بقصف ميناء الحديدة وإرغام سفن النفط والقمح على مغادرته".

وكانت وزارة النفط بصنعاء حذرت، مساء الثلاثاء، من تسبب طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات بوقوع كارثة بيئية في البحر الأحمر تمتد من باب المندب وحتى قناة السويس.

ودعت الوزارة والوحدات التابعة لها، في بيان، الأمم المتحدة ممثلة بمكتبها في اليمن، إلى الاضطلاع بدورها في حماية خزان النفط العائم "الباخرة صافر" في ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر في محافظة الحديدة، من أي استهداف من قبل دول تحالف العدوان.

وأكدت وزارة النفط أن استهداف الباخرة صافر سيؤدي إلى كارثة على الاقتصاد الوطني، وكارثة في البيئة البحرية في اليمن والمنطقة.

وأشارت إلى أنه تم سابقا مناشدة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للتنسيق والسماح ببيع كمية النفط الخام الموجودة في الباخرة صافر (الخزان العائم) كونها أصحبت متهالكة وأعمال الصيانة فيها متوقفة بسبب العدوان مما ينذر بكارثة بيئية.

وقالت إنه في حال حدث تسرب نفطي من الباخرة سيؤدي إلى كارثة بيئية في البحر الأحمر تمتد من باب المندب إلى قناة السويس، ما يؤثر على الحياة البحرية بصورة عامة.

تأتي تحذيرات حكومة صنعاء، بشأن مخاطر استهداف ميناء الحديدة وخزان صافر، بعد يوم واحد من تصريحات أطلقها المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، أكد فيها أن عملية "تحرير" مدينة الحديدة ومينائها غربي اليمن "ضرورة إستراتيجية لأمن البحر الأحمر".

كانت حكومة "هادي"، حذرت الأسبوع الماضي، الحوثيين من تفجير خزان "صافر" العائم في ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة.

وقال الناطق باسم حكومة "هادي" راجح بادي، إن خزان "صافر" يحوي ما يقارب مليون برميل من النفط الخام، وتفجيره سيسبب كارثة بيئية واقتصادية على البلاد ودول المنطقة.

ويعد ميناء رأس عيسى أهم ميناء نفطي ومن أهم مصادر الدخل في اليمن.

وخزان "صافر" النفطي العائم، هو باخرة للتفريغ مملوكة للدولة، كانت تستقبل قبل اندلاع الحرب في اليمن قبل قرابة أربعة أعوام إنتاج خمس شركات نفطية وعبرها يتم التصدير إلى الخارج، وتزويد مصافي عدن بالنفط الخام.

وترتبط باخرة "صافر" في ميناء رأس عيسى، بأنبوب يبلغ طوله 428 كيلو مترا، يتم عبره نقل النفط الخام من القطاع النفطي رقم 9 في منطقة مالك في محافظة شبوة جنوبي شرقي اليمن والمطلة على بحر العرب مروراً بنقطة الاستقبال وخط التصدير الرئيسي الموجود بالقطاع "18" في منطقة صافر بمحافظة مأرب، حيث توجد منشآت شركة صافر الوطنية للعمليات البترولية، ومنه إلى المحطة النهائية في منطقة رأس عيسى غربي البلاد على ساحل البحر الأحمر.