أصالة النكهة ولذة المذاق.. سر يتفرد به شارع المطاعم في العاصمة صنعاء.
الثلاثاء 23 مارس - آذار 2021 الساعة 04 مساءً / المركز اليمني للإعلام - خاص - جمال الورد عدد القراءات (4000)
وأنت تعبر شارع التحرير إلى شارع القصر، وسط العاصمة صنعاء، تشدّك رائحة "خبز الطاوة" المدهون بالسمن وهو يُحمّر على معدن خاص لتقديمه ساخناً طرياً للزبائن مع مشروب القهوة أو الشاي الساخن، ومختلف أطباق الجبن والبيض والفاصوليا المطهوة بالطريقة اليمنية الأصيلة.إنها نكهة وخصوصية الأكل اليمني المميزة، والتي تحملها الدروب والأزقة القديمة في حي التحرير، هناك وفي شارع "المطاعم" يجتمع فيه اليمنيون من كل المحافظات، ومن جميع الطبقات، جميعهم يفدون إليه، باحثين عن الطعام الشعبي، حيث يضم بين جوانبه عددًا من المطاعم والبوافي والمقاهي الشعبية التي تقدم الوجبات التقليدية المختلفة، والتي تتداخل معها رائحة قهوة البُن وهي تحضّر على نارٍ غير هادئة لطالبٍ لا يحتمل تأخرها، وكأنها تضفي للمكان نكهة السنين القديمة التي شهدت ذيع صيتها في آفاق الأرض.وبالتأكيد وفي خضم ذلك كله، لا ننسى الشاي العدني بالحليب والقرنفل المركّز والهيل، التي يفضل الكثيرون احتساءه في جنباة الشارع المزدحم، نظراً لجودة تحضيره وحميمية المكان الذي ينقلك إلى أرياف اليمن ونكهاته المميزة.روح الأصالة وملتقى الجميعيتوسط هذا الشارع الشهيرة عدد من العمارات القديمة، ويصطف على جانبيه عدد من المطاعم الشعبية بهيئتها وبنائها البسيط وتقدم خدماتها للزبائن في الهواء الطلق للاستمتاع بتناول الوجبات الشعبية التي تشكل مكانة لا غنى عنها لدى اليمنيين في موائدهم، فيما تبعث أحاديث القاطنين في الزوايا الخافتة لاحتساء القهوة والشاي شيئا من صخب الحياة المفقود عندما كانت قبل الحرب تشهد ضجيجاً، خصوصاً مع توافد السياح العرب والأجانب.لكن على الرغم من الظروف الدامية التي يشهدها اليمن، إلّا أن هذه الحي احتفظ بمكانته لدى الناس وظل نابضا بالحياة، ومكتظا بزائريه، فيما يشبه حالة الهروب من الهمّ اليومي الذي يكابده الناس جرّاء الحرب.يقضي المهندس محمود الحاج - مهندس ومبرمج شبكات - ساعة إلى ساعتين يومياً في شارع المطاعم، فهو كما يقول أدمن الجلوس فيه، وأدمن الوجبات التي يقدمها ناهيك عن الشاي العدني الذي يفضله ولا يمكن أن يمر يوم دون أن يتناوله، فمقاهية (مدهش) تمتلك سحراً من نوع خاص، لا يمكن لمن تذوق أكل الخبر لديهم أو شرب الشاي أن يستغني عن ذاك المذاق الذي لا يوصف كما يقول محمود الحاج.أما أسامه علي - طالب كلية الطب جامعة صنعاء- فيقول لـ (المركز اليمني للإعلام) كل يوم آتي إلى هذا المكان - شارع المطاعم- فهناك نكهة يمنية خاصة لا يمكن أن تجدها إلا هنا، فطبيعة الناس، وحكاياهم، ولقاءات الأصدقاء المليئة بالنقاشات والضحكات يكون لها رونق مختلف في هذا المكان الصاخب،ويضيف: هنا لا سياسية متعصبة، ولا رأي ونمط واحد، هنا الكثير من الناس تلتقي دون تمايز عنصري، وهو ما يبعث على السعادة، فالحركة المستمرة للسوق تقضي على الملل، تجعل الكثير يحب هذا المكان.طابع فريديقول الباحث الاجتماعي، قيس زاهر - ماجستير علم إجتماع جامعة صنعاء- لـ (المركز اليمني للإعلام) إن اليمنيين يفضلون هذه الأمان والمطاعم الشعبية لأنها تحتفظ بنكهة ومذاق الأكل اليمني، وكذلك صخبها الذي ينقلك مما تعانيه في واقع الحياة إلى واقع أخر ملؤه الحركة والسعادة، ثم إن أسعارها في متناول الجميع إلى حد بعيد.ويضيف "الأكل اليمني يتميز عن المطابخ العربية والعالمية الأخرى ، ولذا تجد اليمني يظل مشدوداً لما يقدمه المطبخ اليمني بمختلف تنوعاته، فقد ارتبط اليمنيون بطعام بلادهم ونقلوه لدول الجوار والعالم.ويجمع اليمنيين عموماً بأن ما يميز الأكل الشعبي اليمني هي "نكهته وطريقة تحضيره التقليدية المميزة والممتدة عبر مئات السنين والتي إرتبطت بهم كحضارة على مدى تاريخهم رغم العولمة واشتهار الوجبات الغربية والسريعة. |
|
قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:- الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
- منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
- إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
- إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
- إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
- العديد من الخصائص والتفضيلات
إضغط هنا
إضغط هنا