عدن: مدير مستشفى الأمراض النفسية يشكو من التجاهل الحكومي
الأحد 01 يوليو-تموز 2018 الساعة 10 صباحاً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (2109)
 

 

«لا ‬يتردد الكثير من التعامل معنا كمجانين، ومع ذلك نحن نحترم عملنا ونعرف قيمة رسالتنا التي‮ ‬نؤديها تجاه هذه الشريحة من المرضى‮»، بهذه الكلمات تحدثت إحدى طبيبات مستشفى الأمراض النفسية والعصبية مع زميلاتها أثناء زيارتي الاستطلاعية للمستشفى، وعلى امتداد ذلك الممر الضيق الذي حمل هموم العاملين وتقاسمها معهم، يقف عامل النظافة يواسي نفسه «ربنا بيفرجها».


هناك في الطرف الآخر، أخبرتني إحدى الممرضات بصوت خافت «نستلم 10 ألاف ريال تكفي أيش ولا أيش؟ لا ‬تحفيز ولا ‬تقدير ولا علاوة مناوبة‮ ‬ولا بدل مواصلات أسوة بزملائنا العاملين في‮ ‬المستشفيات الحكومية»، عشرات الأسئلة الموجهّة في هذا المرفق الصحي المهم والحسّاس، والذي تجاهلته الرئاسة ووزارة الصحة، عجزت عن الإجابة عليها، فحملتها واتجهت بها إلى الدكتور طلال العامري، مدير عام مستشفى الأمراض النفسية والعصبية في عدن، فكان الحوار التالي:‮ 


كم عدد النزلاء في المستشفى؟ وكم يبلغ العدد سنوياً؟


بداية على الرغم من التركة الثقيلة والموازنة الضئيلة والأخطاء المتواجدة في النظام الإداري والمحاسبي للإدارات السابقة خلال الأعوام الماضية، إلاّ إننا تسلمنا مهام إدارة المستشفى وبذلنا جهوداً كبيرة، واستطعنا من خلال الجهات الداعمة والمانحة، ولو كانت ضئيلة أن نخطو خطوات جيدة وأن نحقق إنجازات لا يستهان بها في جوانب مختلفة.
هناك أعداد متفاوتة يتراوح بين 112 إلى 136 مريضاً، وبين 1250 إلى 1500 مريضاً سنوياً. ويبلغ نسبة الذكور 90% والإناث 10% تقريباً.

ما هي أكثر الحالات التي تستدعي النزول في المستشفى؟


هناك حالات كثيرة ومتعددة تستدعي النزول والترقيد في المستشفى، منها الحالات العدوانية المزمنة والمستعصية، والحالات التي ترفض أخذ العلاجات خارج المستشفى أو عند الأهل.
وهناك حالات كثيرة تسبب لنا مشاكل، خصوصاً من أقسام السجون وأقسام الشرطة ومرضى الشوارع، وأغلبهم ليس لديهم أهل أو ذوي ممن يتم الرجوع إليهم في حال تحسنهم واستلامهم منا.
وهذا كله يزيد العبء علينا ويشكل ضغطاً كبيراً لاستقبال مرضى آخرين جدد هم في حاجة إلى التمديد (الترقيد)، ولعدم وجود السعة والكفاية السريرية لهؤلاء المرضى الجدد.

هل هناك التفات حكومي للمستشفى أو مكتب الصحة؟


سأتحدث إليكِ بشفافية تامة ووضوح، ليس هناك أي التفات حكومي لا مادياً ولا معنوياً سوى ما قدمه لنا الأستاذ الدكتور رئيس الوزراء أحمد بن دغر بمبلغ وقدره مليون ريال يمني لا غير. وقد تم صرفه في احتياجات المستشفى من شراء مواد تنظيفية وألواح شمسية وبطاريات للأقسام الداخلية، وتم الاستفادة من هذا المبلغ في إصلاح الحديقة الخلفية، حيث تم تسوية الأرضية وقلبها وإضافة السماد لها وزراعتها بأكثر من 500 غرسة وشتلة من مختلف الأنواع، وقد وعدنا من قبل الأستاذ بن دغر بدعمنا بأكثر من ذلك في جوانب مختلفة لكن للأسف لم يتم حصولنا عليها حتى وقتنا الحالي.

هل من جهات داعمة؟


نعم، هناك جهات داعمة لنا منها منظمة الصحة العالمية (W.H.O) والهلال الأحمر الإماراتي. حيث قامت المنظمة بترميم قسم وأحد من الأقسام الثمانية من حيث السباكة والرنج والكهرباء والأبواب والشبابيك الحديدية وتركيب مكيفات فيها، كما قامت بترميم قسم الطوارئ من حيث الرنج والسباكة وتركيب مكيف وباب حديدي كبير لقسم الطوارئ.
كما قدمت كذلك سيارة إسعاف وتدعمنا بكمية من وقود الديزل والتي تقدر ب( 2000 لتر) شهرياً، وهي كمية ضئيلة جداً لا تكفي احتياجاتنا الشهرية من الديزل لتشغيل ماطور الكهرباء وكما تعرفون بسبب انقطاع الكهرباء المستمرة من قبل إدارة الكهرباء.
كما قامت منظمة «الصحة العالمية» أيضاً بتنفيذ دورة تدريبية واحدة خلال العام 2017م، وكان في شهر ديسمبر من العام نفسه وشارك فيها عدد من الأطباء والباحثين النفسيين، بالإضافة إلى الممرضين المؤهلين من حملة الدبلوم العالي والبكلاريوس وكانت بعنوان (التعامل مع حالات الصرع الكبرى والاكتئاب والقلق النفسي ما بعد الصدمة).
وقد تم إقامتها برعاية وزارة الصحة العالمية والسكان وبدعم من الهلال الأحمر الإماراتي. كما يقومون بدعمنا من الجانب الدوائي للحالات النفسية وغير النفسية، ولكن بكميات قليلة لا تكفي لاحتياجاتنا للمرضى الداخليين (المرقدين) وفي الأقسام والمرضى الخارجيين (العيادة الخارجية للمستشفى). وذلك لزيادة عدد المرضى في السنوات الأخيرة ونزوح المرضى الآخرين من المحافظات المجاورة بسبب الحرب.
أما بالنسبة للهلال الأحمر الإماراتي، فقد أبدى الأشقاء فيها استعدادهم التام للتعاون مع إدارتنا الحالية في توفير وجبة الغذاء عدد (135) وجبة يومية للمرضى، إضافة إلى ترميم شبكة ودورات المياه والمجاري في جميع أقسام المستشفى وقد وعدونا بالكثير ونحن في الانتظار.

هل الكادر الطبي كاف؟ وكم يبلغ عددهم؟

الكادر الطبي والفني والإداري والتمريضي والصيانة ليس كاف البتة، وهناك نقص كبير واحتياج كبير لجميع وكافة هذه الكوادر بشكل عام. أما بالنسبة للعدد فإن العدد الكامل للموظفين 202، والفعلي 50% منهم والباقي من كبار السن والعجزى والمرضى وأصحاب التقارير الطبية والمتقاعدين (المحالين للمعاش).

هل الأدوية متوفرة، وهل تصرف بالمجان للمرضى أم هناك نسبة يدفعونها؟

الأدوية ليست كافية التي نستلمها من منظمة «الصحة العالمية»، والتي تقوم بدعمنا بها بين حين وآخر، وما نقوم بشرائه بميزانية المستشفى لبند الدواء التي تقدر بـ430 ألف ريال يمني شهرياً، وبسبب تدني قيمة الريال اليمني وغلاء أسعار الدواء خاصة النفسية منها، فإن هذا المبلغ يعتبر ضئيلاً جداً، ولا يستطيع توفير سوى أصناف قليلة ومحددة ولربع المرضى ولفترة وجيزة من الشهر.
أما بالنسبة للقسم الآخر من السؤال، فنعم تصرف بالمجان بمبلغ رمزي 100 ريال يمني للمعاينة والكشف وصرف الدواء.

هناك متطوعين يعملون منذ أعوام براتب ضئيل جداً يصل إلى 10 ألاف ريال، ماذا تقول عن ذلك؟

هؤلاء المتطوعين موجودين من قبل ولهم أعوام عدة، وبعضهم ما زال مستمر في العمل ومنهم من ترك العمل، وهم من فترة الإدارات السابقة، وقد كانوا يستلمون مبلغاً وقدره 8 الاف ريال يمني شهرياً، والآن في إدارتنا الحالية ومنذ بداية عام 2017، تم رفع الحافز لهؤلاء المتطوعين إلى 12 ألف ريال يمني شهرياً.
ومن خلال لقائنا بالأستاذ أحمد بن دغر، تم الحصول على توجيهات منه بتوظيف وتثبيت 33 فرداً من المتطوعين، وما تزال عملية التوظيف والتثبيت مستمرة، وقد قطعنا شوطاً كبيراً في ذلك وأتمنى من الله عز وجل توظيفهم جميعاً.

هل الميزانية التشغيلية للمستشفى كافية؟

ليست كافية من جميع النواحي سواء في الصيانة أو ميزانية الدواء أو ميزانية النظافة التي نعاني منها الكثير، وقد تم تقديم طلباتنا إلى جميع الجهات ومنها الهلال الأحمر الإماراتي للوقوف إلى جانبنا خاصة في جانب النظافة ولم يتم الاستجابة لنا حتى الآن. ومع بداية عام 2017، تم تقليص وتنقيص ميزانية المستشفى بشكل عام مما كانت عليه من قبل مثل عام 2014م.

ما هي المشاكل التي تواجه المستشفى؟

كل ما ذكرناه سابقاً لكم من مشاكل وصعوبات ومعوقات العمل الثقيل الذي كان علينا واستلمناه من الإدارات السابقة، إضافة إلى نقص الكادر الطبي المؤهل والمتخصص والأطباء الأخصائيين والممرضين المؤهلين بدرجة كبيرة، ونقص في فنيين المختبرات، حيث أنه قسم مهم وبحاجة إلى إعادة تأهيله وقد كاد أن يكون قد أصيب بتوقف تام ولم يقم بدوره بشكل تام، وذلك لاحتياجاتنا للأجهزة والمحاليل المخبرية ونقص المعدات والأجهزة الحديثة، وهناك صعوبات في تقديم حوافز (علاوات) للطاقم التمريضي والطبي والفني بشكل عام، لعدم وجود المصادر المالية الأخرى التي يمكن لاعتماد عليها خارج الموازنة.

رسالة أخيرة توجهها للرئيس عبدربه منصور هادي ووزير الصحة؟

نرجو منهم الالتفات والاهتمام بهذا الفرع من فروع الصحة للمرضى النفسيين ممن رفع عنهم القلم، ودعمهم الكافي في رفع الميزانية التشغيلية للمستشفى، وخاصاة ميزانية الدواء والغذاء والنظافة والترميم للأقسام الداخلية، هذا بالنسبة للمرضى، وتقديم الدعم المادي والحافز للكادر الطبي والتمريضي والعاملين للموظفين والقائمين عليها، ولو برفع حافز علاوة خطوة إلى راتبهم الشهري.

 

*العربي


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
موجه نزوح مهولة للصحفيين اليمنيين
مريم السقاف .. يمنية تحت قبة البرلمان الهولندي
اليمن: الحرب تفاقم الازمة الانسانية وتؤدي إلى كارثة
تقرير أممي: السعودية والإمارات تمولان مليشيات باليمن
خطوات تصعيدية صوب الانفصال