(شَهيًّا كفِراق).. جديد أحلام مستغانمي في لوعة العشق وألاعيب القدر
الثلاثاء 25 ديسمبر-كانون الأول 2018 الساعة 02 مساءً / المركز اليمني للإعلام - متابعات
عدد القراءات (1448)

 

رفدت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي المكتبة العربية حديثاً بإصدار روائي جديد حمل عنوان (شَهيًّا كفِراق) بعد خمسة أعوام من إصدار روايتها الأخيرة (الأسود يليق بك).

الكتاب صدر عن دار هاشيت - أنطوان في بيروت متضمناً 256 صفحة من القطع المتوسط.

وتقول دار النشر في عرضها للكتاب الجديد "تحكي أحلام مستغانمي قصة رجل لوّعه الفراق، ففقد ثقته في الحب من الأساس.. رجل غامض يتقرب من الكاتبة، بطلة القصة، ويخاطبها بكلماتٍ ليست سوى كلماتها.. جملٌ سبق وقالتها لكاميليا، ملهمة كتاب نسيان كوم الذي حقق أعلى المبيعات".

وللإجابة علی سؤال من هو هذا الرجل وماذا يريد منها؟
كالعادة، تحملنا أحلام إلى عوالم العشق المثيرة وألاعيب القدر الخبيثة.

ويضم الكتاب أيضًا صفحات من ذكريات أحلام الكاتبة والإنسانة، تسردها لأول مرة على القارئ ومنها ذكريات طريفة عاشتها مع قامات عاصرتهم مثل نزار قباني وغازي القصيبي، وأخرى عائلية خاصة.

كما يتضمن أبطال رواياتها، علاقتها بهم وبالكتابة، فراقها لهم بعد كل كتاب، ولقاؤها المتجدد مع الكتابة بعد كل حين.

ويتناول الكتاب مقتطفات من الحياة بأكملها، من الحب والبغض والألم والفراق واللقاء ووسائل التواصل الحديثة والطرق القديمة، بأسلوب ممتع مكثّف سرديًا عوّدتنا عليه، الكاتبة وبالمحتوى الزاخر بقصصها وقصص الآخرين وهمومهم وهواجسهم إن كانت عاطفية أو اجتماعية أو وطنية.

وتستهل مستغانمي الكتاب مخاطبة بطلها الغامض المجهول قائلة:
"ما كنت أريد من العالم كلّه إلّا أنت
واليوم أقول: «لك العالم كلّه إلّا أنا»

وتكتب مستغانمي في بداية "شهياً كفراق" إنه "مجرّد وصفة لفراق أقلّ حزنًا وكآبة، فبعد كلّ نهاية تهدي لنا الحياة بداية، وبعد كلّ عسر وعدنا الله بيسر، بل وكرّر سبحانه وعده مرّتين «فإنّ مع العسر يسرًا، إنّ مع العسر يسرًا».

وتضيف "في الكتابة أيضًا، قد تهدي لك الحياة مصادفة تيسّر لك أمر كتاب، وشخصًا يلهمك نصًّا جميلًا تعسّرت عليك كتابته لسنوات، لسبب تجهله أنت نفسك. لماذا تأخّرت أيّها الكاتب.. ثمّ عدت بكتاب عن الفراق؟ ربّما بسبب أمّة أخذتك همومها من نفسك، فجفّ من الذهول حبرك، حدّ تخلّيك عن أحلام كانت كبيرة بحجم أوهامك، وأكبر فراق... فراق أحلامك! أنت نفسك انفصلت عن نفسك، أول فراق وأقساه، فراقك للإنسان الحالم الواثق الذي كنته".

وتتحدث مستغانمي عن نفسها ككاتبة وإنسانة قائلة: “كتبت كثيرًا من العواطف في تضادها وفي ذهابها وإيابها، عن علو الأحاسيس وانهياراتها، عن النفس البشرية وتناقضاتها”.

وتتابع “أصبت غالبًا، وحدث أن أخطأت، وما زلت أتأمل دهاليز النفس البشرية ومتاهاتها، فللكاتب واجب تأملي تجاه المشاعر ما دامت العاطفة هي ما يحكم الناس في الحياة، وما يحرك الأبطال في الروايات، وهي التي بمنطقها المجنون تحكم العالم”.

وتصف مستغانمي لوعة العاشق في نص الكتاب بقولها “أحتاج لأن أستعين بما بقي من شظايا قصتك لكتابة نصٍّ شهيٍّ، والقيام بإعادة إعمار عاطفي لقلوب ألحق بها الحب كل أنواع الدمار.. لكن القصص ليس ما ينقصني للكتابة ولا النصوص الجميلة، ينقصني الألم فكلّما تألمت من أجله في الماضي أصبح مصدر ندمي وعجبي، بما في ذلك تلك الأوطان التي مرضت يوم احتُلت، وتلك العواصم التي بكيتها يوم سقطت، لتنجب لنا بعد ذلك قطّاع طرق التاريخ وأناسًا لا يشبهون في شيء من كنت جاهزة للموت من أجلهم”.

وتتنقل مستغانمي في (شَهيًّا كفِراق) لتقدم العديد من القصص والأمثال والأقوال وآراء كتاب وأشعار وأغانٍ.

وبأسلوب تهكمي تتحدث مستغانمي عن الوطنية والانكسار، وكل ما تمرّ به البلدان العربية من إخفاقات وخيبات.

وتصف شعوب المنطقة على أنها “معلقة إلى أبواب القطارات.. ما عاد همنا إنقاذ الوطن كل منّا يريد إنقاذ نفسه، الكل يركض للحاق بفرصته الأخيرة؛ فقطار الهروب من الجحيم لا ينتظر”.

وفي ضوء ذلك، تعود مستغانمي لتتحدث عن نفسها في الكتاب قائلة “ماذا تنتظرون منّي وسط هذا الإعصار؟ كيف يبدع من هو متعلق إلى القطار بيد وبالثانية يكتب ليصف المشهد؟ مَن تارة يمر بمنظر جميل، وتارة يمر بنفق، بينما الناس يصعدون وينزلون ويتدافعون من حوله ليفوزوا بمقعد احتياطي للانتظار، يقعون في الحب حال الصعود، ويفترقون قبل محطة الوصول.. فعشق اليوم يدوم مسافة محطة، وعليك أن تواسي العاشق المخدوع، وتقنع عاشقة تسافر من دون تذكرة عودة بأن عليها النزول”.

وتكشف مستغانمي في سعيها لمقاربة الواقع إنها وقعت على حقيقة مخيفة بقولها “فمنسوب الصدق في حياتنا يتناقض بتناقض العفوية العاطفية، لقد ابتلينا بالتشاوف وإشهار العواطف وبفائض المجاملات في جمع (اللايكات)؛ لذا نحن نعيش زمنًا كاذبًا ومنافقًا لا بركة في عواطفه ولا في وقته ولا في ماله”.

وتعتبر الكاتبة أن الزمن كان يمضي في انسياب جميل قبل أن تكون له أرقام فتسأل “هل بدأت مأساتنا يوم فقدنا بركة القليل ووقعنا في قبضة الأرقام؟ أرقام الأعوام والأعمار وأرقام متابعينا وأرقام الأرصدة وأرقام الهواتف وأرقام الشيفرات لفك كل ما حولنا من أجهزة، وإذ بمصيرنا تحكمه سلسلة أرقام حولتنا إلى رقم في سلسلة بشرية… فما عرفت رقمًا إلا خانني”.

وكانت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي قد تحدثت في احتفائية توقيع هذا الكتاب في معرض بيروت للكتاب خلال ديسمبر الجاري قائلة "إن هذا الكتاب“ ليس دسمًا كالروايات؛ لأن الزمن تأخر والعالم تغيّر والقارئ أصبح متعبًا ليس له القدرة على التعايش مع كتاب من 500 صفحة”.

وزادت بالقول “أجمل النصوص نكتبها ليس للنشر.. لقارئ لن يقرأها.. فهذا الكتاب هو دردشة مع نفسي وأعتقد أن كل القراء الذين يشبهونني سوف يعثرون على أنفسهم في هذا الكتاب“.

وحول ما يحتويه "شهياً كفراق" قالت مستغانمي: "إنه ليس كتاب حب تماماً، إذ فيه شيء من الحب، وفيه كثير من التهكم إن شئتم؛ لأن الحياة تفرض علينا أن لا نأخذ الأمور كثيراً مأخذ الجد، لكي لا نشقى بها، وهو موجه إلى العقول، وفيه شيء من الوطنية، والوجع العربي؛ لأنني لم أشف من عروبتي".

وأضافت مستغانمي: "كما أن الكتاب فيه حب فهو يحتوي على تأملات في الحياة، لافتة إلى أن الكاتب دائماً ما يعيش حالة ذعر وارتباك مع كل إصدار جديد، لكن كان لابد أن أكتبه لأتخلص من كل الأشياء التي كنت أحملها في قلبي".

وأحلام مستغانمي كاتبة جزائرية، من مواليد عام 1953 وحاصلة عام 1985 على دكتوراه في علم الاجتماع من جامعة السوربون، ولها العديد من الروايات، وحائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها (ذاكرة الجسد)، كما صنفتها مجلة فوربس الأمريكية عام 2006 بأنها الكاتبة العربية الأكثر انتشارًا بتجاوز مبيعاتها مليوني نسخة.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
سماح خليفة: محطات ما زال يسير فيها قطار العمر في مجموعة “ما زال القطار يسير”
الآثار المصرية: ظهور ملوك الأسرة الخامسة في كوم أمبو لأول مرة
علميا... القراءة تغير الحياة إلى الأفضل في 5 جوانب
الاحتفال بـ"اليوم العالمي للغة العربية"
بيع "جائزة أوسكار" بنصف مليون دولار