وفد وزاري فلسطيني يناقش في القاهرة إعمار غزة
الأحد 13 يونيو-حزيران 2021 الساعة 05 مساءً / المركز اليمني للإعلام - متابعات
عدد القراءات (321)

 

سيعمل الوفد الوزاري الفلسطيني الذي يزور العاصمة المصرية القاهرة، على التنسيق مع الجانب المصري، حول كيفية إعادة إعمار غزة، من الناحية التقنية، وذلك بعد فشل جولة الحوار التي أجريت الأسبوع الماضي بوساطة مصرية بين وفدي فتح وحماس، بسبب التباين في وجهات النظر حول طريقة إنهاء الانقسام، وهو ما ألغى الاجتماع الموسع للأمناء العامين للفصائل.

وتوجه الوفد صباح الأحد إلى القاهرة برئاسة نائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، ويضم وزير الاقتصاد خالد العسيلي، ووزير الأشغال العامة والإسكان محمد زيارة، ووزير الزراعة رياض العطاري، ووزير الحكم المحلي مجدي الصالح، والوكيل في هيئة الشؤون المدنية أيمن قنديل، والمستشار في مكتب رئيس الوزراء اصطيفان سلامة، ومن المقرر أن يلتقي الوفد الوزاري بعدد من المسؤولين المصريين، خاصة أولئك المختصين بقضايا الإعمار.

في التفاصيل، يناقش الوفد الوزاري الفلسطيني برئاسة زياد أبو عمرو نائب رئيس الوزراء، باستفاضة ملف إعمار غزة، مع المسؤولين المصريين المشرفين على الملف، بعد أن باتت القاهرة حاليا الجهة التي ترتب لإنجاز الملف، من خلال الوساطة بين الفلسطينيين، وكونها أحد الرعاة الأساسيين لاتفاق وقف إطلاق النار.

وكان مجدي الصالح وزير الحكم المحلي الفلسطيني، قال إن زيارة الوفد ستكون استكمالاً لما تم بحثه سابقاً في غزة لإتمام الإعمار، معتبراً أن المباحثات التي ستجرى ستساهم في رفع الحصار عن قطاع غزة من حيث كيفية إدخال مواد البناء وآليات الإعمار.

وقال صالح إن الحكومة قامت بتحويل مبالغ مالية للبلديات بالإضافة إلى تشغيل الأيدي العاملة، مشيراً إلى أن الوفد الحكومي سيبحث مع المصريين البنية التحتية والإعمار وذلك عبر لقاء مع عدد من الشركات والفنيين، كون مصر وعدت السلطة أن الإعمار في غزة لن يتم إلا عبر السلطة.

وتأتي الزيارة هذه للوفد الوزاري الفلسطيني، بعد زيار مسؤولي وزارات من غزة، والتي تديرها حركة حماس، للقاهرة الأسبوع الماضي، ناقشوا ذات الملف، إذ يتردد أن المصريين أبلغوا من التقوهم أنهم لا يريدون أن تتأخر عملية الإعمار لأي سبب، سواء إن كان له علاقة بالترتيبات الفلسطينية الداخلية، والخلاف حول الملف بين فتح وحماس، أو إن كان له علاقة بالجانب الإسرائيلي.

وهنا يتردد أن مصر طلبت بتدخل أمريكي، عدم وضع الجانب الإسرائيلي أي إعاقة لهذا الملف الحساس، الذي من شأنه أن يفجر الأوضاع الميدانية، ويعيد الوضع الميداني إلى ما كان عليه، وينذر بعودة الصدام المسلح.

ومن المقرر أيضا حسب الترتيبات، أن يقوم وفدان فنيان مصريان بزيارة قطاع غزة خلال الأسبوع الجاري، لإجراء المزيد من التقييمات ومعاينة الأضرار التي لحقت بغزة خلال العدوان، ومتابعة عملية إزالة الركام.

وتأتي هذه الزيارة، في الوقت الذي عاد فيه وفد حركة فتح إلى رام الله، بعد أن أجرى لقاءات عدة مع مسؤولين مصريين، بحثت إنهاء الانقسام، وما يرتبط بالملف من عملية الإعمار وتشكيل حكومة فلسطينية جديدة بالتوافق الوطني مع باقي الفصائل، حيث لم تنجح تلك اللقاءات في تقريب وجهات النظر مع وفد حركة حماس الذي ترأسه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي.

ومن المقرر أن يضع وفد فتح برئاسة جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية، الرئيس محمود عباس في نتائج جولة الحوار في القاهرة، والتشاور فيما طرح وبالحلول التي عرضها الوسطاء، من أجل التشاور حول الملف، استعدادا لجولة حوار أخرى في القاهرة، ربما تكون قريبة جدا.

ما كشفه مصدر مطلع لـ”القدس العربي”، قال إن حوار فتح وحماس الذي تفجر في القاهرة، وحال دون عقد الاجتماع الموسع للأمناء العامين لباقي الفصائل، كان بسبب حمل كل طرف وجهة نظر بعيدة عن الأخرى، لحل الخلافات القائمة.

ويشير إلى أن ما حملته وفود فتح وحماس من وجهات نظر، وطرق لتجاوز الخلافات، كانت بعيدة عن بعضها البعض، إذ عرض وفد فتح أن يصار بشكل عاجل إلى تشكيل حكومة توافق وطني بمشاركة الكل الفلسطيني على أن تكون مقبولة دوليا، لتتمكن من إعمار غزة، حيث تعمل بتوافق وطني واستراتيجية لإدارة المرحلة القادمة، على أن تقوم بتوحيد المؤسسات الحكومية بين غزة والضفة، على أن تضمن الحكومة مشاركة الكل الفلسطيني.

غير أنه تردد أن حماس، عرضت موقفا مغايرا، من أجل الوحدة، يقوم على أساس إجراء انتخابات للمجلس الوطني، تكون أساسا لتغيير الشكل الحالي للمنظمة، بما يضمن مشاركتها وحركة الجهاد الإسلامي، ليكون ذلك مدخلا للشراكة الوطنية في كل المؤسسات.

ما دار في كواليس تلك اللقاءات التي توسط فيها الوفد المصري، قوبل بعدم موافقة كل طرف على طرح الآخر، فحركة فتح قالت إن الظروف الميدانية التي حالت دون إجراء الانتخابات في مايو الماضي برفض الاحتلال إجراءها في القدس لا تزال قائمة، كما أكدت أن الخلاف الأساسي مع حماس في 2007، كان حول الحكومة والبرلمان، وليس حول المنظمة، وأن الأولى الذهاب لحكومة التوافق، كون تشكيلها لا يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، كما يتطلب الأمر حين تجرى انتخابات المجلس الوطني.

وهنا تدخل الوسيط المصري لتأجيل اللقاءات للتشاور، وترك كل تنظيم يراجع مواقفه، مع طلبه بأن يكون الحل من خلال خطوات سريعة لإنهاء الانقسام، إذ من المقرر أن يواصل الوفد الأمني المصري المكلف بهذا الملف اتصالاته بالطرفين خلال الفترة القادمة، على أمل تقريب وجهات النظر.

وخلال تلك اللقاءات التي عقدت في القاهرة، وتخللها لقاء وفود فتح وحماس مع رئيس جهاز المخابرات المصرية، أكد الطرف الوسيط أنه لا يريد أي اتفاق شكلي على الورق لا يطبق كما كان الحال سابقا، حين وقعت برعاية القاهرة العديد من الاتفاقيات التي لم تطلق بالكامل، وكان هدفها إنهاء الخلاف واستعادة الوحدة.

ويتردد هنا أن السبب في تأجيل اللقاء الموسع للفصائل، كان بسبب طرح تنظيمات مطالب جديد بعيدة عن الترتيبات التي أعلنت عنها القاهرة قبل انطلاق المباحثات.

يشار إلى أن وفد حركة الجهاد الإسلامي الذي وصل نهاية الأسبوع الماضي للقاهرة، التقى بوفد حركة فتح، وتداول اللقاء حسب بيان صدر أسس الشراكة الوطنية، وجرى خلال اللقاء مناقشة جملة من الأفكار والمشاريع المقترحة للتوافق على برنامج وطني جامع، وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وعلى رأسه منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها كافة.

وقال الدكتور محمد الهندي، عضو وفد حركة الجهاد، إن الوفد عقد اجتماعا مطولاً مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل بحضور طاقم الملف الفلسطيني، وأكد أن اللقاء كان إيجابياً وصريحاً وجرى خلاله استعراض كافة الملفات وفي مقدمتها الوحدة الفلسطينية وملف الإعمار وتطورات الوضع السياسي، لافتا إلى أن المجتمعين توافقوا على استمرار الاتصالات واللقاءات وتذليل العقبات التي تعترض طريق المصالحة الداخلية، “التي أكدنا على ضرورة إنجازها وفق أسس صحيحة وواضحة”.

وتأمل القاهرة أن لا يطول الخلاف بين الطرفين كثيرا، حتى لا يؤثر ذلك على الجهود التي تبذل حاليا من أجل إعمار قطاع غزة، وخشية من أن يزيد ذلك من مسافات الانقسام.

وقد وعد الوسيط المصري خلال اللقاءات خاصة مع حماس، بالاستمرار في الضغط على الجانب الإسرائيلي لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل العدوان الأخير، من خلال فتح المعابر واستئناف التصدير من غزة، وتوسعة رقعة الصيد، لضمان استمرار الهدوء.

وجاء ذلك في وقت تعهد به وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس بالمحافظة على حالة الهدوء مع غزة، ونقلت تقارير عبرية عنه القول “سنهتم بالواقع الأمني في الجنوب “قطاع غزة” ومن الجنوب”، وأضاف “ما كان ليس ما سيكون”.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
النائب العام الأردني يصادق على لائحة الاتهام بحق عوض الله والشريف حسن
"بلومبرغ": "السبع الكبار" تدعو إلى إقامة علاقات مستقرة وقابلة للتنبؤ مع روسيا
"واشنطن بوست" تؤكد وجود صلة بين محاولة الانقلاب في الأردن و"صفقة القرن" وتوضح دور إسرائيل
اجتماع غير عادي لوزراء الخارجية العرب لبحث سد النهضة
جونسون: لندن “لن تتردد” في تعليق العمل ببنود اتفاق بريكست بشأن إيرلندا الشمالية حال الضرورة