الحوثيون يوجهون الجهات الحكومية بخفض الرواتب 50%
السبت 13 يونيو-حزيران 2015 الساعة 05 مساءً / المركز اليمني للاعلام - صنعاء
عدد القراءات (1329)
كشفت صحيفة خليجية نقلا عن مصادر حكومية في اليمن، عن إرسال جماعة الحوثيين توجيهاً رسمياً إلى الجهات الحكومية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لتخفيض رواتب مدراء العموم 50%، والموظفين 30%. المركز اليمني للاعلامونقلت صحيفة (العربي الجديد) عن المصادر قولها، ان التوجيه الحوثي يشمل الجهات الإيرادية، ومنها الكهرباء والاتصالات، وهيئتا الاستثمار والمواصفات والمقاييس، ومصلحتا الجمارك والضرائب.
من جانبها، قالت رئيسة اللجنة النقابية في الهيئة العامة للاستثمار اليمنية، أحلام عون، لـ"العربي الجديد"، إن اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين أرسلت توجيهاً رسمياً إلى هيئتها بتخفيض رواتب الموظفين والمدراء بنسبة تتراوح بين 30 و50%.
وأضافت عون أن اللجنة بررت التوجيه بالوضع الذي تمر به البلاد، على أن يبدأ تنفيذه من شهر يونيو/حزيران الحالي، وأوضحت أن التوجيه لم يحدد ما إذا كانت التخفيضات مؤقتة تتعلق بظروف الحرب، أو ستستمر إلى أجل غير مسمى.
وأكد مصدر في إدارة "صافر" أكبر شركة نفطية يمنية، أن الشركة صرفت نصف راتب لموظفيها في مايو/أيار الماضي، بسبب توقف إنتاج النفط والغاز المسال من القطاع 18 في محافظة مأرب (شرق اليمن).
وأشار المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن الشركة قد لا تتمكن من سداد الرواتب لشهر يونيو/حزيران الجاري، موضحاً أن مدير الشركة الذي عينه الحوثيون، تبرع بمبلغ 30 مليون دولار لصالح المجهود الحربي لجماعة الحوثيين على حساب رواتب الموظفين.
ويمثل النفط أكثر من 70% من موارد الموازنة العامة للدولة، و63% من إجمالي صادرات البلاد، و30% من الناتج المحلي.
ويعاني اليمن من أزمة مالية خانقة، حيث وصل إلى مرحلة العجز عن الوفاء بالتزاماته، وتراجع احتياطي اليمن من النقد الأجنبي بنسبة 6.0% في يناير/كانون الثاني 2015، إلى 4.383 مليارات دولار، مقارنة مع 4.665 مليارات في ديسمبر/كانون الأول 2014، حسب البيانات الحكومية.
واعتبر محللون، أن قرار تخفيض الرواتب دليل على فشل الحوثيين في إدارة الملف الاقتصادي، ففي حين يتم التضييق على الموظفين ورواتبهم، يتم تسخير ما تبقى من موارد وإمكانيات لصالح ما يسمى المجهود الحربي.
وأكد الخبير المصرفي، أحمد شماخ، لـ"العربي الجديد"، أن تخفيض الرواتب دليل على عدم وجود بدائل لمعالجة الضائقة المالية التي تمر بها البلاد، مشيراً إلى أن توقف النفط حرم اليمن من المصدر الرئيسي لإيراداته، بالإضافة إلى تراجع إيرادات الجمارك والضرائب، ما دفع البنك المركزي إلى تغطية الرواتب والالتزامات المالية والعجز المالي من خلال الدين العام المحلي والذي يشمل أذون الخزانة والسندات.
وأوضح أن تخفيض الرواتب سيخلق مشكلة اقتصادية كبيرة؛ كونه يأتي على أبواب شهر رمضان.
من جانبه، أكد المحلل الاقتصادي ووكيل وزارة المالية السابق، حسن العديني، أن الوضع المالي وصل إلى مرحلة الانهيار، وأن الدولة عاجزة عن تغطية التزاماتها وتوقفت عن دفع فاتورة استيراد القمح والمواد الغذائية، معتمدة على المساعدات الإغاثية.
وقال العديني لـ"العربي الجديد"، إن تخفيض الرواتب سيفاقم معاناة الموظفين اليمنيين، وعلى الحكومة الشرعية للبلاد والتي تتخذ من الرياض مقراً لها، أن تضع بدائل وحلولا لمشكلة الرواتب، حيث لا يحصل الموظفون على رواتبهم في عدة جهات ومحافظات منذ نحو 3 أشهر.
وكانت جماعة الحوثيين اتخذت عدداً من الإجراءات التي هدفت إلى تقليص الإنفاق، عقب سيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء، حيث وجهت وزارة المالية بوقف كل المدفوعات، ما عدا رواتب موظفي الدولة.
ولاحقاً اتخذت وزارة المالية، التي يسيطر عليها الحوثيون، حزمة من القرارات التي تستهدف ترشيد الإنفاق الحكومي، جراء الأزمة المالية والعزلة الدولية التي تعيشها البلاد، ومغادرة الاستثمارات الأجنبية وشركات النفط.
ونص تعميم وزاري، صادر عن وزير المالية، على ترشيد الإنفاق وإلغاء الأجور الإضافية للموظفين والمكافآت. واعتبر موظفون في الجهاز الحكومي اليمني أن هذه الإجراءات كارثية وتزيد المعاناة المعيشية.
وقالوا إن هذه الإجراءات ستؤدي إلى عجز الموظفين عن سداد الالتزامات الشهرية، ومنها إيجارات المساكن والفواتير المستحقة، لأن الموظفين يعتمدون على الإضافي والمكافآت بشكل أساسي، نتيجة عدم قدرة الراتب على تغطية متطلباتهم.
وعقب إطلاق الجماعة حروبها الداخلية في محافظات جنوب وشرق البلاد، بدأ الحوثيون في اقتطاع مبالغ من موظفي الدولة في اليمن لصالح ما سمّوه "التعبئة الشعبية". وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن المجالس المحلية في المحافظات، التي تخضع لسيطرة الحوثيين، أقرت خصم قسط من موظفي الدولة دعماً للحوثيين، ولتسيير معونات غذائية للمسلحين.
وأكد عدد من الموظفين، لـ"العربي الجديد"، أن هذا الأمر بمثابة اقتطاع إجباري من الرواتب، موضحين أنهم يعيشون في معاناة نتيجة إيقاف الأجور الإضافية التي يعتمدون عليها بشكل كامل في أمور معيشتهم.
ويعاني اليمن ضائقة مالية منذ سيطرة الحوثيين على السلطة فيه، وتوقف المساعدات الخارجية، وتفاقم حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.
ولم يستلم موظفو محافظتي عدن ولحج (جنوب اليمن) رواتبهم خلال الثلاثة أشهر الماضية، في ظل تصاعد حدة المواجهات بين الحوثيين والمقاومة الشعبية، وإغلاق المصارف وجميع المؤسسات الرسمية والخاصة.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
عشرون مليون يمني بحاجة الى مساعدات إنسانية عاجله نصفهم أطفال
اﻷمم المتحدة تؤكد حاجة 78 % من اليمنيين إلى إغاثة عاجلة
السعودية تعلن عن تصحيح أوضاع (128) الف يمني
شاهد صورة.. نعجة بالضالع تلد اغرب مولود !
عمر المختار وجيفارا وصدام حسين .. تعرّف على أشهر 10 إعدامات في العالم