حذر مسؤول عسكري إيراني كبير، مساء الأربعاء ، برد صاروخي مزلزل ومدمر في حال تم مهاجمة الأجواء الإيرانية من القوى الأجنبية كما وصفها ، وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في مياه الخليج العربي ومضيق هرمز .

وقال قائد قوات الدفاع الجوي، لشرق إيران، العميد علي أكبر عباسي، إنه ليس هناك أي ثغرة تسمح بخرق الأجانب لأجواء البلاد، في ظل قوة وصلابة قوات الدفاع الجوي الإيرانية.

ونقلت وكالة إرنا عن العميد عباسي خلال لقائه ممثل قائد الثورة في محافظة خراسان الجنوبية (شرقي البلاد) أن أي اعتداء على الأجواء الإيرانية سيواجه ردا صاروخيا صاعقا ومدمرا.. مؤكدا إن قواعد الدفاع الجوي ترصد المجال الجوي الإيراني ليل نهار وتصد أي هجوم جوي عبر شبكتها الموحدة المُراقبة للجو إن حصل أدنى انتهاك أو طيران مشتبه به.

وأشار عباسي إلى أن قوات الدفاع الجوي التابعة لجيش الجمهورية الإسلامية “لعبت دورا بارزا في النشاطات الثورية ومنها اعتقال عبد المالك ريغي وإرغام الطائرة التي كان على متنها جنود مارينز أمريكيون على الهبوط وتحطيم طائرة تجسس مسيرة تابعة للكيان الصهيوني وتوجيه إنذارات إلى طائرات ضد الرادار وقيادة عملية اعتقال البحارة الأمريكيين في مياه الخليج الفارسي”، على حد قوله.

كان رئيس الأركان الإيراني، محمد باقري حذر في وقت سابق اليوم الأربعاء ، من أية محاولات استفزازية ممن وصفها بالدول الأجنبية المعادية من مخالفة القانون الدولي بمضيق هرمز.

وأكد جاهزية القوات الإيرانية لمواجهة أي خرق والسيطرة على المضيق الحيوي الذي يعد ممرا دوليا لتصدير النفط لدول العالم .

ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عن بأقرب قوله ، إن "الدول المعادية حريصة على الدخول لمضيق هرمز، و في السنوات الأخيرة، التزمت هذه الدول بالقانون الدولي".

وشدد المسؤول العسكري الايراني ، أنه إذا لم تلتزم القوات الأجنبية بالقانون الدولي للمضيق فستواجه بإجراءات من القوات البحرية الإيرانية للسيطرة على المضيق".

وهدد مسؤولون إيرانيون في السابق بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر مائي رئيسي لتجارة النفط، ردا على أي أعمال عدائية أمريكية.

تأتي التحذيرات والتهديدات الإيرانية المتتالية ، وسط تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن في مياه الخليج العربي ومضيق هرمز ، في أعقاب إعادة الأخيرة  فرض عقوبات اقتصادية على إيران عقب انسحابها من الاتفاق النووي 2015 مع الدول الست الكبرى .

وأكدت القيادة المركزية بالجيش الأمريكي رصد نشاط متزايد للبحرية الإيرانية يمتد إلى مضيق هرمز وهو مرر مائي استراتيجي لشحنات النفط هدد الحرس الثوري الإيراني بإغلاقه.

ويتمركز الأسطول الخامس الأمريكي في منطقة الخليج بالبحرين.

وقال مسؤولون أمريكان مؤخرا لـ”رويترز″، إن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران تعد لمناورات كبرى في الخليج في الأيام المقبلة لتقدم موعد تدريبات سنوية على ما يبدو وسط تصاعد التوتر مع واشنطن.

وأجرى الحرس الثوري الإيراني مطلع أغسطس الجاري مناورات حربية في الخليج، قال إنها تهدف إلى "مواجهة التهديدات المحتملة من الأعداء".

وسبق أن أعلن مسؤولون أمريكيون كبار عن نية الولايات المتحدة العمل على تقليص صادرات النفط الإيرانية إلى مستوى الصفر، في ظل الخلافات البارزة بين الدولتين وإعادة واشنطن للعقوبات الاقتصادية على الجمهورية الإسلامية.

وتضخ إيران نحو 4.7 مليون برميل يومياً بما يقرب من خمسة بالمائة من إجمالي الإنتاج العالمي، ويذهب جزء كبير من ذلك إلى الصين ودول أخرى.

ويعد مضيق هرمز أهم مسار بحري لنقل النفط في العالم، وتمر فيه قرابة 30 ناقلة نفط يومياً تحمل ما يقارب 15 مليون برميل من الخام، أي نحو 30% من إجمالي تجارة النفط المنقول بحرا.

وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن السعودية التي تُعد أكبر منتج للنفط في العالم بـ10 ملايين برميل يومياً، تصدر معظم نفطها في ناقلات تمرّ في مضيق هرمز.