أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أمس الاثنين، أن الاجتماع الثلاثي الذي جمع ممثلين عن وزارته ووفد جماعة الحوثيين (أنصار الله) وسفراء أربع دول أوروبية في طهران السبت الفائت، توصل إلى اتفاقات جيدة.

ولم يكشف المسؤول الإيراني عن تلك الاتفاقات، واكتفى بالقول خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إن طهران "قدمت عدة مبادرات وتم الاتفاق على أحد المقترحات بإجراء محادثات بين أنصار الله وأربع دول أوروبية، وتم عقد خمس جولات من هذه المحادثات"، مشيراً إلى أن بلاده بدأت قبل نحو عامين إجراءات دبلوماسية في سياق إيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن.

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" شبه الرسمية، قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية: "تم الاستفادة من فرصة وجود أنصار الله في طهران، وجرت محادثات ثنائية جيدة وكذلك محادثات ثلاثية من أجل التوصل الى حل سياسي". وأضاف: "عُقدت محادثات جيدة وصريحة ومثمرة ومفيدة في طهران، وتم التوصل الى اتفاقات جيدة، وتم الإعلان عن استعدادات جيدة للتوصل إلى حلول للأزمة".

وتابع موسوي: "نأمل أن يقتنع الطرف المعتدي أيضاً بالحل السياسي، وأن يدركوا بأن الأزمة اليمنية بعد خمس سنوات ليس لها حل عسكري ولا شيء غير تدمير البنية التحتية وقتل النساء والأطفال وانعدام الأمن، والاعتقاد بأنهم لو استمروا بالحرب لمدة خمسين سنة أخرى فلن يحققوا النصر".

ويعيش اليمن للعام الخامس على التوالي، صراعاً دموياً على السلطة بين حكومة "هادي" مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.

وأنتجت الحرب في اليمن أوضاعاً إنسانية صعبة، جعلت معظم سكان هذا البلد الفقير بحاجة إلى مساعدات عاجلة، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".

وفي ما يتعلق بإعلان الحوثيين تعيين سفير لليمن لدى إيران، واحتمال تعيين سفير إيراني جديد في اليمن، قال موسوي: "تم تعيين السفير اليمني، وإيران كان لها سابقاً سفير في اليمن، وكانت علاقاتنا أيضا على مستوى سفير، ولكن بسبب المشكلات التي حدثت والاعتداء على السفارة الايرانية، واجهت العلاقات بين البلدين بعض المشاكل والتي نسعى حالياً لحلها".

واحتضنت طهران السبت الفائت، لقاء رسمي جمع وفد لجماعة الحوثيين (أنصار الله) يزور طهران من أكثر من أسبوع، وسفراء أربع دول أوروبية لدى إيران، هي بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وممثلين عن الخارجية الإيرانية.

وقالت وكالة "فارس" الإيرانية، حينها، إن اللقاء نقاش مستجدات الأوضاع في اليمن وأكد المجتمعون ضرورة وقف الحرب على وجه السرعة وعلى الحل السياسي كطريق نهائي لحل أزمة اليمن.. وأشارت إلى أن المشاركين في اللقاء شددوا على ضرورة التنفيذ الكامل لتوافقات ستوكهولم والالتزامات الكاملة للطرفين، باعتبار ذلك تمهيداً للحل والتسوية السياسية النهائية لأزمة اليمن.

وفي وقت لاحق يوم السبت، أصدرت سلطات جماعة الحوثيين (أنصار الله) في صنعاء، قراراً بتعيين سفيراً لليمن لدى إيران، الأمر الذي اعتبرته حكومة "هادي" "انتهاكاً سافراً للقوانين والأعراف الدولية".

وقبيل دقائق من إعلان جماعة الحوثيين (أنصار الله) عن قرار تعيينهم سفيراً لدى طهران، قال زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز، إن زيارة الوفد إلى إيران يأتي في سياق التمهيد لعودة العلاقة الرسمية والتمثيل الدبلوماسي مع الجمهورية الإسلامية.

وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار عشرات الآلاف خارجها.

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.