تعز .. المدينة المتعبة من تكسد القمامة وإجتياح الكوليرا
الثلاثاء 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2019 الساعة 03 مساءً / المركز اليمني للإعلام -خاص
عدد القراءات (512)

تمتلئ شوارع مدينة تعز التاريخية في اليمن بأكوام من القمامة التي تفوح منها رائحة كريهة، وأصبحت المدينة أرضية خصبة لنمو البعوض وتفشي الأوبئة مثل الكوليرا.

وكانت تعز في السابق تعد من أجمل مدن اليمن مع مساجدها البيضاء وأحيائها القديمة، ولكن بعد أكثر من خمس سنوات على الحرب التي مزقت البلاد، فإنها تعاني من نقص في الخدمات البلدية.

وتعد المدينة الواقعة في جنوب غرب اليمن، إحدى أكثر المدن تأثرا بالحرب في البلد الفقير منذ بداية النزاع في 2014 بين أطراف الصراع اليمني.

كما ويعد الحصول على مياه صالحة للشرب أمرا صعباً للغاية ومن الصعب إدخال الإمدادات مثل الغذاء إلى المدينة.

وتتكدس النفايات في شوارع المدينة من زجاجات وأكياس بلاستيكية، وإطارات قديمة على أطراف الشوارع وفي سلال المهملات.

شبح الكوليرا

وأدى تفاقم النزاع إلى انتشار الكوليرا في اليمن، إذ تقدر منظمة الصحة العالمية وجود نحو مليوني حالة يشتبه بإصابتها بالمرض الذي تسبب بوفاة 3500 شخص منذ بدء تفشيه في 2016، ثلثهم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة أعوام.

وساهم في تفشي الكوليرا شح المياه النظيفة والتدهور الكبير الذي أصاب القطاع الصحي. والكوليرا التهاب معوي تسببه جراثيم تتنقل في المياه غير النظيفة. وللمرض علاج، لكن التأخر في الاستحصال عليه قد يؤدي للوفاة.

 وبحسب منظمة الصحة العالمية، توفي 304 أشخاص في تعز من الوباء في الفترة ما بين أبريل 2017 وأغسطس 2019.

ويرزح العاملون في مستشفيات المدينة المتهالكة وغير المجهزة بالمعدات تحت الضغط، موضحين أنهم غير قادرين على التعامل مع الأعداد المتزايدة من المرضى.

وتقول أروى حميد التي تتلقى العلاج في المستشفى الجمهوري في المدينة "كنت نائمة، وفجأة استيقظت على آلام في معدتي وإسهال، وقام أبنائي بإسعافي إلى هنا".

وبحسب حميد فإن المستشفى "مليء بمرضى الكوليرا، ماتت ثلاث نساء وأنا هنا".

ويرى نائب مدير مستشفى الجمهوري في تعز الطبيب محمد مخارش أن تكدس القمامة في شوارع المدينة والمدن القريبة أثر بشكل مباشر على صحة اليمنيين هناك.

وقال إن "هذه القمامة قد تؤثر سلبا على المواطنين من حيث انتشار وباء الكوليرا وكذلك الأوبئة الأخرى منها حمى الضنك والملاريا وغيرها"، موضحا أن المستشفيات تعاني من "نقص الإمكانات المتوفرة".

وتسبب النزاع بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، وبينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة. ولا يزال هناك 3.3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24.1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليا.

ومن جهته، يؤكد مدير صندوق النظافة في تعز محمد جسار أن العاملين في المدينة يقومون بكل ما بوسعهم لتنظيف شوارع المدينة، مشيرا إلى عمل على نوبتين في مسعى لتنظيف المدينة.

ويقول "صندوق النظافة يعمل الآن على نوبتين، واحدة في الصباح وأخرى بعد الظهر (...) لكن رغم ذلك نجد اليوم الثاني أن القمامة تتكدس نتيجة عدم وجود إمكانات كبيرة للصندوق وعدم وجود معدات كافية".

ولكنه أشار إلى أن "المواطن يرمي القمامة حتى لو أمام منزله، ثم يشتكي فيما بعد من تكدس القمامة".

ودعا جسار إلى مساعدة دولية للشعب اليمني مؤكدا أنه فقط "بنظافة المدينة سيقل انتشار الأمراض".


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
أسعار العملات الأجنبية أمام الريال اليمني
غريفيث: اتفاق الرياض خطوة سلام شامل في اليمن
الهجرة الدولية: معارك الضالع تسببت بنزوح 65 ألف مواطن
تدشين حملة للتوعية بمرض السرطان بالمحويت
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تكشف حجم المساعدات المقدمة لليمنيين في 2019