الطابع العام لمنتدى دافوس كعادته اقتصادي، ولكن غيوم الأفق السياسي لم تكن لتترك جلسات الدورة الحالية إلا وقد طبعت بصمة سياسية واضحة عليها وعلى المشاركين فيها.
بل إن واحدة من أكبر الأزمات السياسية في العالم حاليا وهي أزمة اللاجئين كانت عنوانا رئيسيا للكثير من الحلقات النقاشية والمناقشات، حتى أن تقرير المخاطر العالمية الصادر عن المنتدى والذي أعلن عنه في لندن الأسبوع الماضي تحدث عن أزمة اللاجئين بوصفها واحدة من أكبر المخاطر التي ستواجه الاقتصاد العالمي عام ٢٠١٦.

هكذا هو الحال دائماً في المنتديات والمحافل الاقتصادية الدولية، فبينما يكون العنوان اقتصاديا تتحول دفة المناقشات إلى السياسة ويكون على المشاركين أن يتلقوا أسئلة سياسية بعيدة كثيرا عن المحور الرئيسي للحدث.

واقعة تكررت في قمة العشرين بأنطاليا وفي قمة المناخ بباريس حيث طغت السياسة على الاقتصاد، فيما كان الهدف هو مناقشة آفاق الاستثمار وسبل التعاون الدولي لفتح مجالات جديدة وخلق فرص عمل أكبر اضافة بالطبع إلى الحفاظ على البيئة وحماية المناخ.

لكن المؤكد، أن إدارة منتدى دافوس هذا العام كانت واعية بهذه الحقيقة، لهذا حرصت على تحديد مواضيع الجلسات والحلقات النقاشية بما يركز أكثر على الاقتصاد، ويمنح المستثمرين وكبار رجال الأعمال الذي احتشدوا في دافوس ما جاؤوا من أجله.

البيئة أيضا حاضرة بقوة في منتدى دافوس، السبل الأنجع للاستفادة من الطاقة المتجددة، وكيف لا تتعارض زيادة الإنتاج مع الحفاظ على البيئة والمناخ كما أن نجوما كبار من الناشطين في مجال الحفاظ على البيئة وحماية المناخ حضروا لدافوس على رأسهم أل غور نائب الرئيس الأميركي الأسبق.

المنتدى هذا العام يعقد تحت عنوان تحديات الثورة الصناعية الرابعة أو طفرة الاتصالات وهي قضية لها تداعيات عديدة ومجالات مواجهة متشعبة منها بالطبع الساحة السياسية وكيف تتم السيطرة على القفزات التكنولوجية في هذا المجال حتى لا يستغلها الإرهابيون والداعشيون في هجماتهم وفي تجنيد أعضائهم.

ويبقى أن المنتدى الاقتصادي العالمي يأخذ طابعا سياسيا يزداد عاما بعد عام رغم المحاولات المضنية من المنظمين للحفاظ على طابعه الاقتصادي العالمي.