اتهم الرئيس الباكستاني عارف علوي، يوم الثلاثاء، الولايات المتحدة الأمريكية، بأنها حولت المنطقة بسبب تدخلاتها العسكرية إلى دمار.

وتطرق علوي في تغريدة على حسابه في "توتير" تعليقًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، إلى التدخلات العسكرية الأمريكية في المنطقة وبينها بلدان سوريا والعراق وأفغانستان.. مشيراً إلى الدمار الذي سببه الوجود العسكري الأمريكي في جميع أنحاء العالم.

وقال الرئيس الباكستاني: "لقد عانت الدول التي كانت منصات تجارب لمثل هذه السياسات بشكل كبير، لذا فمن الواضح أن الخطوة التالية يمكن أن تكون تعويضات إنسانية عن الأضرار والمعاناة التي تسببها هذه الحروب".

وأمس الأول قال السيناتور الجمهوري راند بول، "لا ينبغي أن يكون عمل أمريكا هو استبدال الأنظمة في جميع أنحاء العالم".

وأضاف بول في تغريدة "هذا ما أدركه الرئيس ترامب في العراق، وهو التدخل الذي كان أكبر كارثة في السياسة الخارجية خلال العقود الماضية، وهو على حق عندما قال إن الجنرالات ما زالوا لا يدركون الخطأ".

وقرر ترامب الأربعاء الفائت سحب قواته من سوريا، في تحول سياسي مفاجئ لسياسة واشنطن في المنطقة، كما أثار القرار قلق حلفاء واشنطن الغربيين، ودفع بوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، إلى تقديم استقالته، معتبراً أي انسحاب مبكر من سوريا "خطأ استراتيجياً فادحاً".

وزعم ترامب حينها أن تنظيم الدولة الإسلامية هُزم. وفي اليوم نفسه أعلن ترامب أن عملية فك ارتباط جزئي في أفغانستان بدأت أيضا.

كما تردد أيضا أن البيت الأبيض أمر بسحب نصف قواته في أفغانستان، جارة باكستان.

وتوترت العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة، الحليفان في ما يسمى بالحرب على الإرهاب، خلال السنوات الأخيرة، بسبب أفغانستان بشكل رئيسي.

وقرر ترامب في سبتمبر الماضي، قَطعِ 300 مليون دولار مِن المُساعدات السنويّة العسكرية الأمريكيّة بحُجَّة أنّ باكستان لا تَقوم بجُهود كافِية لمحارَبة الإرهاب في أفغانستان، أي حركة طالبان، وفصيل حقاني، بعد تَعاظُم الخَسائر الأمريكيّة المالية والبشرية.

ودوما تشكو الولايات المتحدة بأن إسلام أباد مازالت تحافظ على علاقاتها مع المتشددين الذين يستهدفون أفغانستان والهند. وردت باكستان بأنها دفعت ثمنا باهظا في الداخل لمحاربتها المسلحين، وأنها يمكن أن تساعد في جلب طالبان إلى طاولة المفاوضات.

واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باكستان بدعم المسلحين، وقام بعد ذلك بخفض حجم المساعدات المالية لها، وأصدر أوامره أيضا بتجميد برنامج قائم منذ عقود لتدريب أفراد القوات المسلحة الباكستانية على يد وزارة الدفاع الأمريكية.

وفي أواخر أكتوبر الفائت، جدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الدعوة إلى باكستان كي تعمل على كبح المتطرفين الذين يقاتلون في أفغانستان، وقال إن بلاده تحمّل إسلام أباد مسؤولية هؤلاء المقاتلين.

كما رفضت باكستان الانصياع لتهديدات واشنطن بشأن قطع علاقاتها مع جارتها إيران تنفيذا للعقوبات الأمريكية على طهران، وأكدت مرارا تمسكها بمواصلة علاقاتها التجارية والاستثمارية مع الدولة الجارة إيران.

وقال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية، محمد فيصل، إن بلاده بصفتها دولة ذات سيادة، هي صاحبة القرار فيما يخص أنشطتها الاقتصادية والتجارية الرسمية.. مؤكدا أن باكستان ستواصل علاقاتها التجارية والاستثمارية والاقتصادية مع جارتها إيران.

وأشار فيصل في تصريحات مؤخرا، إلى أن باكستان وإيران تتعاونان فيما يتعلق بقضايا إقليمية وعالمية، ولاسيما إيجاد حل لعدم الاستقرار في أفغانستان.