طالب مبعوث الرئيس الإيراني نائب وزير الخارجية، مرتضى سرمدي، بوقف عمليات تحالف "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية، ضد مواقع الحوثيين والرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، في اليمن، معتبراً أن إنهاء الأزمة يتمثل بـ"الحل السياسي".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، في السراي الحكومي، وسط بيروت، وذلك في إطار زيارته الحالية التي يقوم بها للعاصمة اللبنانية بيروت التي لم يعلن عن مدتها.

وقال سرمدي: "يجب توقف العمليات العسكرية (عاصفة الحزم)، وإيجاد آلية للحوار بين أطياف الشعب اليمني"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن إدارة اليمن من قبل فئة واحدة".

وأضاف: "عندما تُعلن إيران أنّ الهجوم على اليمن هو خطأ استراتيجي فإنها لا تؤيّد الحل العسكري".

وفي هذا الصدد، قال إن بلاده "ترحب بالمساعي التي تصبو للتوصل لمخرج سياسي"، معتبراً أن "الحل السياسي ينهي الأزمة، في حين أن الحل العسكري يزيد من فظاعة الأوضاع".

ويزور سرمدي لبنان في وقت شهدت فيه العلاقات اللبنانية - الخليجية توتراً؛ بسبب مهاجمة الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، المملكة العربية السعودية لقيادتها عملية "عاصفة الحزم"، التي تأتي استجابة لطلب الرئيس، عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن من الانقلاب الذي قاده الحوثيون في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي.

وكان السفير السعودي في لبنان تلقى اتصالاً هاتفياً اليوم من وزير الإعلام اللبناني، رمزي جريج، أعرب فيه عن اعتذاره لما تخللته المقابلة التي نقلها تلفزيون لبنان الرسمي مع الأمين العام لحزب الله من إساءة إلى المملكة العربية السعودية، ومواقف لا تعبر "عن الإعلام اللبناني الرسمي الذي يمثله تلفزيون لبنان" على حد قوله.

وتأتي مطالبة مبعوث الرئيس الإيراني بإيقاف عملية "عاصفة الحزم"، غداة كشف العميد أحمد العسيري، المتحدث الرسمي باسم "عاصفة الحزم"، خلال مؤتمر صحفي، مساء الثلاثاء، أن الإيرانيين وعناصر حزب الله دربوا المسلحين الحوثيين وأمدوهم بالسلاح بكميات كبيرة، مؤكداً "أن لديهم أدلة على تدريب إيران لحوثيين على قيادة مقاتلات".

فبحسب أحد المسؤولين الإيرانيين الذي كشف لوكالة "رويترز" أن الدعم الكبير الذي يحصل عليه الحوثيون من إيران، كان بسبب الاعتقاد داخل طهران أن السيطرة على اليمن ستكون سريعة وحاسمة، على عكس المحاولات الإيرانية للسيطرة على العراق وسوريا التي أخذت وقتاً طويلاً وصعباً.

وتذكر "رويترز" في تقريرها أن "إيران دعمت بالسلاح عبر البحر والمال عبر الجو التدريب داخل وخارج اليمن".

وبحسب تقرير الوكالة، فقد ذهب مئات المقاتلين الحوثيين إلى إيران بغرض التدريب على يد الحرس الثوري في القاعدة العسكرية في قم، كما تلقى الكثير منهم تدريبات في لبنان عبر المعسكرات التي يديرها حزب الله.

وتتهم دول الخليج إيران بالعمل على توجيه تهديدات مباشرة ومستمرة لأمنها القومي، وقد تصاعدت في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد أن وسعت طهران من خططها التمددية حتى وصلت إلى حدود المملكة العربية السعودية من خلال دعم الحوثيين